للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الناس، فأخذ أبو بكرٍ الراية فقاتل ورجع، ثم أخذ عمرُ فقاتل ورجع، ثم أخذها عليٌّ ، فبرز مَرْحَب وعليه مِغْفَرٌ مُعَصْفرٌ يمانٍ، وعلى رأسه حَجَرٌ قد ثقبه مثلَ البيضة، فضربه عليٌّ فَقَدَّ البيضةَ ورأسَه حتى وقع في أضراسه، وفتح الله الحصن (١).

وقال موسى بن عقبة وابن إسحاق: لما برز مَرْحَبٌ قال رسول الله : مَنْ لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا يا رسولَ الله، فبرز إليه فضرب محمدًا بالسيف فاتقاه بِدَرَقَتِه فنشب فيها، وضربه محمد بالسيف فقتله. فخرج أخوه ياسر فقال:

قد علمت خيبرُ أني ياسرُ

شاكِ السلاحِ بطل مُغاوِرُ

إذا الليوثُ أقبلت تبادرُ

وأحجمت عن صولتي المغاوِرُ

أن حماي فيه موت حاضر

فبرز إليه الزبيرُ بن العوام فقالت صفيةُ: أَيقتلُ ابني يا رسول الله؟ فقال: بل ابنك يقتله، فضربَهُ الزبير فقتله (٢).

وقال أبو رافع مولى رسولِ الله : خرجنا مع علي بن أبي طالب إلى الحصن لما بعثه رسول الله بِرايتِه، فخرجوا إلينا فقاتَلونا، فطَرَح علي تُرسَه من يده وتناول بابًا كان عند الحصن، فَترَّس به، فلم يزلْ في يده حتى فتح الله على يده، ثم ألقاه من يده، فلقد رأيتني في سبعةِ نفرٍ نجتهد أن نَقْلِبَ ذلك البابَ فلم نقدر عليه (٣).

وقال ابن إسحاق: حاصرهم رسول الله وفتح حصونهم إلا الوطيحَ والسلالمَ، فتحصن من بقي منهم فيهما، [حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه أن يسيرهم ويحقن


= أرمد فتفل النبي في عينيه، وفي (٢٣٠٣١) القصة مطولة، فيها ارتجاز مرحب دون ارتجاز علي ، وأما قوله : "اذهب فانزل بساحتهم" فأخرجه البخاري (٤٢١٠)، ومسلم (٢٤٠٦) من حديث سهل ابن سعد، وأخرجه أحمد قريبًا من هذا السياق مطولًا (١٦٥٣٨) من حديث سلمة بن الأكوع.
(١) انظر "تاريخ الطبري" ٣/ ١٢ - ١٣.
(٢) انظر "تاريخ الطبري" ٣/ ١٠ - ١١، و"دلائل النبوة" ٤/ ٢١٧ - ٢١٨.
(٣) انظر "السيرة" ٢/ ٣٣٥، وأخرجه أحمد في "مسنده" (٢٣٨٥٨).