ولما قُتِلَ عبد الله بن رواحة صاح ثابتُ بنُ أَقْرم: يا قوم اتفقوا على واحد منكم فقالوا: أنت، فقال: ما أنا بفاعل، فاصطلحوا على خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء.
وقال الهيثم: دفع عبد الله بن رواحة الراية إلى ثابت فدفعها ثابت إلى خالد وقال: أنت أعرفُ مني بالقتال، فقال خالد: لا بل أنت أحق، يعني أن ثابتًا كان قد شهد بدرًا، فقال ثابت: خذها أيها الرجل فوالله ما أخذتُها إلا لك فأخذها وواقع القوم فانحازوا.
وأخرج البخاري عن خالد أنه قال: لقد انقطعت في يدي يوم مُؤتة تسعةُ أسياف فما بقي في يدي إلَّا صفيحةٌ يَمانِيَةٌ (١).
وقال الواقدي: انهزم المسلمون يوم مؤتة أقبح هزيمة، فلما أخذ خالد الراية انهزم الروم أقبح هزيمة.
وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدَّثنا الأسود بن شيبان [عن خالد بن سُمَير]، قال: قدم علينا عبد الله بن رَباح فاجتمعَ عليه الناس، فقال: حدَّثنا أبو قَتادة فارسُ رسول الله ﷺ قال: بعثَ رسولُ الله ﷺ جَيْشَ الأمراء وقال: "عَليكُم زيدُ بنُ حارِثَةَ، فإنْ أُصيبَ زيدٌ فجعفرٌ، فإنْ أُصيبَ جعفرٌ فعبدُ الله بن