للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا نفسُ مالك تكرهينَ الجنَّهْ

أُقسم بالله لتنزلِنَّةْ

طائِعةً أو لتُكْرَهِنَّهْ

فَطالما قد كنت مطمئنَّهْ

هل أنت إلا نطفةٌ في شَنَّهْ

قد أجْلبَ الناس وشدوا الرَّنَّهْ

ولما قُتِلَ عبد الله بن رواحة صاح ثابتُ بنُ أَقْرم: يا قوم اتفقوا على واحد منكم فقالوا: أنت، فقال: ما أنا بفاعل، فاصطلحوا على خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء.

وقال الهيثم: دفع عبد الله بن رواحة الراية إلى ثابت فدفعها ثابت إلى خالد وقال: أنت أعرفُ مني بالقتال، فقال خالد: لا بل أنت أحق، يعني أن ثابتًا كان قد شهد بدرًا، فقال ثابت: خذها أيها الرجل فوالله ما أخذتُها إلا لك فأخذها وواقع القوم فانحازوا.

وأخرج البخاري عن خالد أنه قال: لقد انقطعت في يدي يوم مُؤتة تسعةُ أسياف فما بقي في يدي إلَّا صفيحةٌ يَمانِيَةٌ (١).

وقال الواقدي: انهزم المسلمون يوم مؤتة أقبح هزيمة، فلما أخذ خالد الراية انهزم الروم أقبح هزيمة.

وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حدَّثنا عبد الرحمن بن مَهْدي، حدَّثنا الأسود بن شيبان [عن خالد بن سُمَير]، قال: قدم علينا عبد الله بن رَباح فاجتمعَ عليه الناس، فقال: حدَّثنا أبو قَتادة فارسُ رسول الله قال: بعثَ رسولُ الله جَيْشَ الأمراء وقال: "عَليكُم زيدُ بنُ حارِثَةَ، فإنْ أُصيبَ زيدٌ فجعفرٌ، فإنْ أُصيبَ جعفرٌ فعبدُ الله بن


(١) أخرجه البخاري (٤٢٦٥).