للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هَؤُلاءِ فخرجت فقلت: هذا جعفر وعلي يزيد ولم أقل: أبي، فقال: "إئْذَن لَهُم" فدخلوا فقالوا: يا رسولَ الله، من أَحبُّ النَّاس إليكَ؟ قال: "فاطمة قالوا: نسألُك عن الرجالِ؟ فقال: "أَمَّا أنتَ يا جعفرُ، فأشبَهَ خُلُقُكَ خُلُقي، وأَنتَ مني وشَجَرتي، وأمَّا أَنت يا عليُّ، فَخَتَني وأبو ولديَّ، وأَنا منكَ وأَنتَ منِّي، وأَمَّا أنتَ يا زيدُ، فَمولايَ ومنِّي وأَحبُّ القوم إليَّ" أخرجه الإمام أحمد رحمة الله عليه في مسند أُسامةَ (١).

وقالت عائشة رضوان الله علها: ما رأيت رسولَ الله عُرْيانًا قط إلَّا مرَّةً واحدةً؛ جاء زيدُ بنُ حارِثَة من غَزاةٍ فاستفتح فسمع رسول الله صوتَه فقام عُرْيانًا يجر ثوبَه فاعتنقه وقَبَّله (٢).

وعن الهيثم وابن عبد البَرَّ عن أسامة بن زيد قال: حدثني أبي قال: اكتريتُ دابَّةً من الطائف إلى مكة فمال بي الكاري إلى خَرِبة فقال: انزل فنزلت فإذا هي مملوءة قتلى، فأراد أن يقتلني فقلت: دعني أُصَلِّي ركعتين فقال: صَلِّ فقد صَلَّى هؤلاء قبلك فما نفعهم صلاتُهم، قال: فصلَّيْتُ ركعتين وأتاني ليقتلني فقلت: يا أرحم الراحمين، فسمع صوتًا يقول: لا تَقْتُله، فخرج يطلب الصوتَ وهابه وعاد ليقتلني فقلت: يا أرحم الراحمين فسمع صوتًا يقول: لا تقتله، فخرج يطلب الصوت وعاد ثالثًا، فبينا أنا كذلك إذا بفارس قد أقبل وبيده حربة فيها شعلة نار فطعنه بالحربة فقتله، فقلت: من أنت؟ فقال: ملك لما دعوت في المرة الأولى، كنت في السماء السابعة، فلما دعوت الثانية كنت في السماء الرابعة، فلما دعوت الثالثة كنت في السماء الدنيا، فقيل لي: أدركه، فأتيتك (٣).

وقال أبو قتادة فارسُ رسول الله : لما أصيب زيد بن حارثة أتى رسول الله أهله فَجَهَشَتْ إليه ابنة زيد، فبكى حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله ما هذا؟ قال: "شَوقُ الحَبيبِ إلى حَبيبِهِ" (٤).


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢١٧٧٧).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٧٣٢).
(٣) "الاستيعاب" (بهامش الإصابة) ١/ ٥٤٨ - ٥٤٩.
(٤) "الطبقات" ٣/ ٤٤.