للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزوجه رسولُ الله زينب بنت جحش وطلَّقها وتزوجها رسولُ الله فقال المنافقون: تزوجَ محمد زوجة ابنه فنزل قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٤٠] الآية، ونزل قوله تعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٥] فدعي يومئذٍ زيد بن حارثة. ونُسب كل من تبنَّاه إلى أَبيه (١).

وقال أسامة بن زيد: كان بين رسولِ الله وبين زيدٍ عشرُ سنين، رسولُ الله أكبر منه، وكان رجلًا قصيرًا آدم شديد الأُدْمَةِ في أنفه فَطَس (٢).

قال المصنف : قوله: "كان آدم شديد الأُدْمَةِ" وَهْمٌ ولين، ففي حديث محرز المدلجي لما رأى أقدام زيد وأسامة، قال الدارقطني: وكان زيد أبيضَ أَحمرَ أشقرَ، وأسامة أسود (٣).

وكُنْيَتُهُ أبو أسامة، وهو أول من أسلم من الموالي، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية، واستخلفه رسول الله على المدينة لما خرج إلى المرَيْسيع، وأمَّره رسول الله في سبع أو تسع سرايا وكان من الرماة المذكورين.

وقالت عائشة رضوان الله عليها: لو عاش زيد لاستخلفه رسول الله على الأمة (٤).

وقال ابن عباس: لم يسم أحد من الصّحابة باسمه في القرآن إلّا زيد ﴿فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا﴾ [الأحزاب: ٣٧].

وآخى رسول الله بينه وبين عمه حمزة فأوصى حمزة إليه.

وقال أسامة بن زيد : اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أَحَبُّكُم إلى رسولِ الله ، وقال عليٌّ كذلك، وقال زيد كذلك، فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسولِ الله نسأَلْهُ، فقال أسامة: فجاؤوا فاستأذنوا عليه فقال: "اخْرُج فانظُرْ مَنْ


(١) "الطبقات الكبرى" ٣/ ٤١، وفيه: ودُعي الأدعياء إلى آبائهم.
(٢) "الطبقات" ٣/ ٤٢.
(٣) "سنن الدارقطني" (١٣٠).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٦٤١٠).