للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله بك عينًا، أنت الذي فعلت وفعلت، فقال: "إنَّ الإسلامَ مَحا ذلكَ" (١)

ونهى رسول الله عن سبَّه وقال له: "سُبَّ من سَبَّكَ" (٢).

* * *

وأما هند بنت عتبة فأسلمت.

ولما قتل النفر الذين عيَّنَهم رسولُ الله سُمع النوح عليهم بمكة، وجاءه أبو سفيان بن حرب فقال: فداك أبي وأمي، البقيةَ على قومك، فقال رسول الله : "لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرًا" يعني: على كفر (٣).

* * *

وطُلبَ عبدُ الله بنُ الزَّبَعْرى فهرب إلى نجران، فحصنوا حصنهم، وأرسل حسانُ بن ثابت إلى ابن الزَّبَعْرى بأبيات منها: [من الكامل]

لا تَعدَمَنْ رَجُلًا أحلَّكَ بُغْضُه … نَجرانَ في عيشٍ أحَذَّ لئيمِ

بَلِيَتْ قَناتُكَ في الحروبِ فأُلفِيَتْ … خَمّانةً جوفاء ذاتَ وُصومِ

غَضَبُ الإلهِ على الزَّبَعْرى وابنه … وعذابُ سُوءٍ في الحياة مقيمِ

فلما وقف على الأبيات تهيَّأ للخروج، فقال له هبيرة: أين تريد؟ قال: محمدًا، قال: تتبعه؟ قال: نعم، قال: يا ليت أني رافقتُ غيرك، والله ما ظننت أنك تتبع محمدًا أبدًا، قال: على أَيّ شيء أُقيمُ عِنْدَ الحارثِ بن كعب وأدع ابن عمي خير النَّاس وقومي وداري، وجاء إلى رسول الله فقال: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمد لله الذي هداني للإسلام، لقد عاديتك وأَجْلَبْتُ عليك، وركبت الفرس والبعير، ومشيت على قدمي في عداوتك، ثم هربت منك إلى نجران … واعتذر، فقال رسول الله : "الحمدُ للهِ الذي هَداكَ إلى الإسلامِ، والإسلام يَجُبُّ ما قَبْلَهُ" (٤).


(١) "المغازي" ٢/ ٨٥٧ - ٨٥٨، و"الطبقات" ٦/ ٦٠.
(٢) "المغازي" ٢/ ٨٥٩، و"الطبقات" ٦/ ٦٢.
(٣) "المغازي" ٢/ ٨٦٢، والحديث أخرجه مسلم (١٧٨٢) من حديث مطيع بن الأسود.
(٤) "المغازي" ٢/ ٨٤٧ - ٨٤٨، و"الطبقات" ٦/ ١٠٨ - ١٠٩.