للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال رجل من المشركين: التقينا نحن وأصحاب محمد فلم يقفوا لنا حَلْبَ شاةٍ، فلما كشفناهم جعلنا نخترقهم حتى انتهينا إلى صاحب البغلة الشهباء - يعني رسولَ الله فلاقانا رجال بيضُ الثياب، حسانُ الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه، فرجعنا ورَكِبونا (١).

وحُكيَ أيضًا عن رجل يقال له: شجرة من بني نصر أنه قاله بعدما انهزموا، وبلغ رسول الله فقال: "تلك الملائكةُ".

وقال الواقدي: نزلت الملائكة يوم حنين، سيماهم عمائم حمر قد أرخوها، فنظر إليهم الكفار فانهزموا (٢).

وقال مالك بن أوس بن الحدَثان: حدثني عِدَّةٌ من قومي أنهم رأوا يومئذ رجالاً بيضًا على خيلٍ بُلْقٍ، عليهم عمائم حمرٌ، أرخوها بين أكتافهم بين السماء والأرض، كتائب كتائب، ما يستطيع أحد من الرعب ينظرُ إليهم (٣).

وهربت ثقيف بعد أن قُتِلَ منهم مئة رجل تحت راياتهم حتى دخلوا حصن الطائف.

وقال أبو قتادة: خرجنا مع رسول الله عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلًا من المشركين قد علا رجلًا من المسلمين، فاستدرت له فأتيته من ورائه فضربته بالسيف على حَبْلِ عاتقه، فأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأَرْسلني، فلقيتُ عمرَ بنَ الخطاب فقال: ما بال الناس؟ فقلت: أَمْرُ اللهِ، ثم رجع الناسُ وجلس رسولُ الله فقال: "مَن قَتَلَ قَتيلًا فَلهُ سَلَبُه إذا كانت له بيِّنَةٌ" فقمت وقلت: من يشهدُ لي، ثم جلستُ، وقمت ثانيًا وثالثًا فقال: "مَالَكَ يا أبا قَتادَةَ؟ " فقصصت عليه القصة، فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله وسَلَبُهُ عندي، فأرضه من حقه، فقال أبو بكر: لاها اللهِ إذًا، لا يَعْمِدُ إلى أَسَدٍ من أُسْدِ الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سَلَبَه، فقال رسول الله : "صدق فأعطِهِ إيَّاه" قال: فأخذت الدرع فابتعت به مَخْرَفًا، فإنّه لأول مال تأثَّلْتُه في الإسلام.


(١) "المغازي" ٣/ ٩٠٦.
(٢) "المغازي" ٣/ ٩٠٥.
(٣) "المغازي" ٣/ ٩٠٦.