للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: وحالمةٍ: سهو من الكاتب أو الراوي، لأن المرأة لا جزية عليها بالإجماع.

والمعافر: ضَرْبٌ من ثيابِ اليَمَنِ.

* * *

وفيها: قدمَ وفدُ فزارةَ، وكانوا سبعة عشر رجلًا ومنهم الحرُّ (١) بن حصن، وكان أصغرهم سنًا، فلقوه عند رجوعه من تبوك وهم على رحالٍ عِجاف، فسألهم رسولُ الله فقالوا: أَسْنَتَتْ (٢) بلادُنا وهلكتْ مواشينا، وسألوه الدعاءَ لبلادهم بالحيا، فخطب ودعا لهم، فقال: "اللهمَّ اسق بلادك عاجلًا نافعًا، سقيا رحمةٍ لا سقْيا عذاب، اللهمَّ حوالينا ولا علينا". فعادوا إلى بلادهم وقد سقوا (٣).

وفيها: قدم وفد هَمْدان (٤)، وفيهم ذو المشعار مالك بن نَمَط فقام فقال: يا رسول الله أتَتْكَ نَصِيَّةٌ من همدان من كل حاضر وبادٍ، أتوك على قُلُص نواجٍ مُتَّصِلَةٍ بحبائلِ الإسلام، لا تأخُذُهُم في الله لومةُ لائم، من مِخْلافِ خارِف، وعهدهم لا يُنْقَضُ عن سنة ما قام لَعْلَعُ (٥) وجرى اليَعْفُور بصلع، فكتب لهم رسول الله :

هذا كتابٌ من محمد رسول الله لِمخلاف خارف وأهل جِنابِ الهَضْب وحِقافِ الرَّمْل، لوافدها ذي المِشْعار مالك بن نمط ومن أسلم من قومه، على أن لهم فِراعَها ووِهاطها وعَرارَها ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، يأكلون عُلَّافَها ويرعون حِقافها، وليأمن ذِمِّيهم وضامهم ما سلموا بالميثاق والأمانة، ولهم من الصدقةِ: الثلب والنابُ والفَصيلُ والداجن والكبش الحواريُّ وعليهم فيه الضَّالع والقارِحُ.

تفسيره: "النصية" من الإبل والقوم والمال: خياره، و"القَلوص" من النوق: بمنزلة الجارية من النِّساء، و"النواج": النّاجيةُ بصاحبها. والمخلافُ: لأهل اليمن واحدُ المخاليف، وهو كورها، ولكل مخلاف اسم يعرف به، و"اليعفور": اسم واد،


(١) في النسخ: "الحارث" وانظر "الإصابة" ١/ ٣٢٤.
(٢) أسنتت: أجدبت من قلة المطر.
(٣) "الطبقات" ١/ ٢٥٧، و"المنتظم" ٣/ ٣٥٣.
(٤) السيرة ٢/ ٥٩٧ - ٥٩٨.
(٥) لعلع: اسم جبل.