للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفاكه بن النعمان بن جبلة بن صفَّارة، وعزيز ومرة ابنا مالك (١)، والطيبُ وأبو هند ابنا ذر، وجبلة بن مالك بن صفّارة، وهانئ بن حبيب بن هانئ، وخارجة بن أسود (٢)، وقيل: وأسود بن جبير اللخمي، فأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله راوية خَمْر وأفراسًا وَقَباءً مُخَوَّصًا بالذهب - أي مَنْسوجًا - فقبِلَ القباءَ والأفراس وردَّ الخمر، وقال: "إن الله حرم شُرْبها وبَيْعَها" فانْطَلَقَ فأَهْرقها في بقيع الجُحْفَةِ، وأعطى رسول الله القباء للعباس فباعه من يهودي بثمانية الآف درهم. وسمى رسول الله عزيزًا: عبدَ الرحمن، والطَّيِّبَ: عبدَ الله، فقال له تميم: يا رسول الله إن لنا جيرةً من الروم ولهم قريتان يقال لإحداهما: حِبْرى، والأخرى: بيت عينون، فإن فتح الله عليك بالشام فهبهما لي، فقال: "هما لك" (٣).

وقال الواقدي: وكتب رسول الله لنُعيم بن أوس وأخيه تميم بن أوس: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما أنطى محمد رسول الله نعيم بن أوس وأخاه تميمًا الداريَّيْنِ حِبْرى وبيت عَيْنُونَ بالشام، سَهْلها وجَبَلها وماءَها وأنْباطها وبقرها، ولعقبهِ من بعده، لا يحاقهما فيها أحد ولا يلج عليهم فيها بظلم، فمن ظلمهم وأخذ منهم شيئًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وكتب علي بن أبي طالب (٤).

وقال الهيثم: نسخة الكتاب: هذا ما أنطى محمدٌ رسولُ الله لتميم الداري وأصحابه، أنْطاهم عين، وحَبْرون، والمرْطومَ بيت إبراهيم بذمتهم، وجميع ما فيها، نَطية بتَّةً، وهي لأعْقابهم من بعدهم أبد الآبدين، فمن آذاهم فيه آذاه الله. وشهد أبو بكر ابن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية ابن أبي سفيان وكتب، وأقاموا عند رسول الله بالمدينة حتَّى توفي، وقام أبو بكر رضوان الله عليه فأعطاهم ذلك، وأوصى لهم رسول الله بمئة وَسْقٍ من تَمْر خيبر.


(١) في النسخ: "وعزيز بن مرة بن مالك"، والمثبت من طبقات ابن سعد ١/ ٢٩٦.
(٢) لم نقف على من اسمه خارجة بن أسود، ولا أسود بن جبير ضمن وفد الداريين في شيء من المصادر، ولا من ذكرهم في الصحابة، وذكر ابن سعد والواقدي بدله: يزيد بن قيس بن خارجة.
(٣) "الطبقات" ١/ ٢٩٦.
(٤) انظر "الطبقات" ٦/ ٢٥٥.