للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُمرنا بالطوافِ حولَه، ولم نُؤمَر بالدخولِ" (١).

وروى عروة، عن عائشة رضوان الله عليها: أنَّها كانت تحملُ ماءَ زمزمَ، وتُخبر أنَّ رسولَ الله كان يحملُه (٢).

واتفقَت الروايات: أن رسول الله نحر ثلاثًا وستين بدنة بيده، وأتمها علي رضوان الله عليه مئة.

وقال الواقدي: أقام رسول الله تسع سنين يُضحِّي كلَّ عامٍ ولا يحلقُ ولا يُقصِّر، حتى أجمع الخروج في سنة عشر إلى الحج، فخرج، وكان خروجه من المدينة يوم السبت لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين، وأحرم من يومه ذلك في ثوبين صُحاريَّين، وأبدلهما عند التنعيم بمثلهما من جنسهما، وحج معه نساؤه في الهوادج، ثم أصبح يُقَلِّد هَدْيَه، وأشْعَر بُدْنَه. وأمر ناجية بن جُندب الذي استعمله على الهدي أن يشعر الباقي، فكان مئة، وقال ناجية: يا رسول الله، ما عطب منها كيف أصنع به؟ قال: "تَنحَرهُ، وتُلقي قَلائدَه في دَمِه، وتضربُ به صَفحتَه اليُمنى، ثم لا تَأكُل منه لا أَنتَ ولا رِفقَتُك شيئًا"، وكان رسول الله يأمر المشاة أن يركبوا بدنه.

قال: وقالت عائشة: وأصبح رسول الله يوم الأحد بمَلَل، ثم راح فتعشى بسرف، وأصبح بعِرْق الظبية بين الرَّوحاء والسيَّالة دون الروحاء في المسجد الذي عن يمين الطريق، ونزل الروحاء، ثم راح فصلى الظهر (٣) بالمنصرف، ثم صلى المغرب والعشاء، وصلى الصبح بالأثاية، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج، ونزل السقيا يوم الأربعاء، ثم أصبح يوم الأربعاء فأهدى له الصعب بن جثامة حمار وحش أو عَجُزَ حمار، فرده، وقال: "إنَّا حُرُم" وصلى رسول الله في المسجد الذي ببطن وادي الأبواء، على يسارك وأنت متوجه إلى مكة، ثم راح من الأبواء فصلى بتَلَعات اليمن، ثم صلى في المسجد الذي يهبط من ثنية أراك (٤) على الجحفة يوم الجمعة، ثم راح


(١) "الطبقات" ٢/ ١٦٢.
(٢) أخرجه الترمذي (٩٦٣).
(٣) في "المغازي": "العصر" ٣/ ١٠٩٣.
(٤) في النسختين (خ، أ): غزال، والمثبت من المغازي ٣/ ١٠٩٦.