للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها، فصلى في المسجد الذي يحرم منه خارج الجحفة وهو دون خمٍّ عن يسار الطريق، فكان يوم السبت بقُدَيد، فصلى في المسجد المُشَلَّلِ، وصلى في المسجد الذي دون لَفَت وكان يوم الأحد بعُسْفان، ونزل يوم الاثنين بمرِّ الظهران، وغربت الشمس عليه بسَرِف، فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، وقيل: دخل مكة نهارًا من كُدى على راحلته من أعلاها، ودخل المسجد من باب شيبة.

وقال العباس: كسا رسول الله البيت في حجته الحِبَرات، وقال: قدم رسول الله مكة يوم الثلاثاء فأقام الثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، وهو يوم التروية، وهذا يدل على أنه وقف بعرفة يوم السبت، قال: وكانت قريش تدفع في الجاهلية من عرفة والشمس على رؤوس الجبال كهيئة العمائم، فخالفهم رسول الله ودفع حين غربت الشمس (١).

قال الواقدي: حدثني [الثوري، عن] أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله الكلابي قال: رأيت رسول الله في جمرة العقبة يوم النحر على ناقة صهباء لا ضَرْبَ، ولا طَرْدَ، ولا إليكَ إِليكَ (٢).

قال: ثم حلق رسول الله رأسه، وقسمه بين أصحابه، فأعطى ناصيته لخالد بن الوليد، وشقه الأيمن أبا طلحة، وجلس للناس، فما سئل يومئذٍ عن شيء قدِّم أو أخِّرَ إلا قال: "افعله ولا حرج" (٣).

وأخرج الإمام أحمد رحمة الله عليه عن أسامة بن زيد قال: قلت: يا رسولَ الله، أين تَنزلُ غَدًا؟ في حجتهِ، فقال: "وهَل تَركَ لنا عقيلٌ منزلاً"، ثم قال: نحنُ نازلونَ غدًا إن شاء اللهُ بخِيفِ بَني كِنانَة، حيثُ حالَفَت قريشٌ على بني هاشِمٍ أن لا يُناكِحُوهم، ولا يُبايِعُوهم، ولا يُؤوهم ثم قال عند ذلك: "لا يَرثُ الكافرُ المسلمَ، ولا المسلمُ الكافِرَ". أخرجاه في "الصحيحين" (٤).


(١) "المغازي" ٣/ ١٠٨٨ - ١١٠٢، بتصرف من المصنف واختصار.
(٢) "المغازي" ٣/ ١١٠٧، وما بين معكوفين منه.
(٣) "المغازي" ٣/ ١١٠٨ - ١١٠٩ باختصار من المصنف.
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢١٧٦٦)، والبخاري (١٥٨٨)، ومسلم (١٣٥١).