للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سلمة، فطلقها رسول الله ولم يدخل بها، قال: وقيل: إن التي وهبت له نفسها خولة بنت حكيم] (١).

وكانت أم شريك من الصالحات المهاجرات، ذكرها أبو نعيم الأصفهاني قال: ودخل بها رسول الله .

قال أبو نعيم بإسناده، عن ابن عباس قال: وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة، فأسلمت، وكانت تحت أبي العَكَر الدَّوسي، فجعلت تدخل على نساء قريش سرًّا، فتدعوهنَّ إلى الإسلام، وترغبهنَّ فيه حتى ظهرَ أمرُها، فأخذها أهل مكة، وقالوا: لولا قومك لفعلنا بك وصنعنا، ولكن سنردك إليهم، فحملوها على بعير ليس تحتها شيء، قالت: وتركوني ثلاثًا لم يُطعموني شيئًا، ولم يسقوني، وكانوا إذا نزلوا منزلًا أَوثَقُوني في الشمس واستظلُّوا هم، فبينا هم قد نَزَلوا منزلًا وأنا موثَقَة في الشمس إذا ببَرْدِ شيءٍ على صدري، فتناولته، وشربت حتى رَوَيت، ثم صببته على جَسَدي، فلما استيقَظُوا إذا هم بأَثَر الماءِ على جَسَدي وثيابي، ورأوني حسنة الهيئة، قالوا: تحيَّلت فأخذت سِقاءنا فشربتِ منه؟ فقلت: لا والله، ولكنه كان من أمري كذا وكذا، فقالوا: لئن كنتِ صادقةً لدينُكِ خيرٌ من ديننا، ثم نظروا إلى أسقيتهم وإذا بها على حالها كما تركوها، فأَسْلَموا عند ذلك، ثم أقبَلَت إلى المدينةِ، فوَهَبت نفسها لرسول الله من غير مهر، فدخل بها من غيرِ مَهرٍ (٢).

قال المصنف (٣): وعامة العلماءِ على أنه لم يدخل بها.

روت أم شريك الحديث عن رسول الله ، وأخرج عنها في "الصحيح" (٤).

خَولة بنت الهُذيل بن هُبيرة بن قُبيصة، تزوجها رسول الله فماتت قبل أن تصل إليه (٥).


(١) "تلقيح فهوم أهل الأثر" ص ٢٦.
(٢) انظر "المنتظم" ٥/ ٢٣٧.
(٣) في (ك): قلت.
(٤) لها حديثان فيهما، أحدهما: أن رسول الله أمرها بقتل الأوزاغ. أخرجه البخاري (٣٣٠٧)، ومسلم (٢٢٣٧). والآخر أخرجه مسلم (٢٩٤٥) أنها سمعت رسول الله يقول: "ليفرن الناس من الدجال في الجبال"، قالت أم شريك: يا رسول الله، فأين العرب يومئذٍ؟ قال: "هم قليلٌ".
(٥) "الطبقات" ١٠/ ١٥٤، و"الإصابة" ٤/ ٢٩٣.