مصر من قبل أبيه مروان بن الحكم، فقال له: أيها الأمير إني قد وجدتُ كتابًا قديمًا يشير إلى بعض الأماكن، أنَّ فيه كنزًا فيه أموالٌ وجواهر لا تحصى، فخرج معه إلى ظاهر مصر على أميال، وجاء به إلى تلٍّ عظيم فقال: تحت هذا التلّ، فقال: ومن أين لك هذا؟ فقال: إذا كشفنا هذه التلَّ ظهر لنا بلاطٌ مختلفُ الألوان، ثم نحفر فيظهر لنا بابٌ من الصُّفْرِ ففيه المطلب، فأزالوا بعضَ التل فظهر البلاط والباب، فأزالوا عنه التراب وإذا عليه أقفالٌ عجيبةٌ، فعالجوها حتى فتحوها، فإذا بدرجٍ يأخذ إلى بهوٍ عظيم فيه قناطر ومجالس عليها أبواب الذهب مرصعة بالجواهر، وفيها من الأموال والياقوت والجوهر ما لا يحصى، وإذا بالدَّرج من نحاس مشبك، وفي أول درجةٍ عمودٌ من ذهب، وفي أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان خراجَ الدنيا، وجناحاه من زمرد، فضرب بعضهم رأس الديك فلمع شيء كالبرق الخاطف، وهو ما في عيني الديك من الياقوت فبانت الدرج بأسرها والبهو، فبادر واحدٌ فوضع قدمه على أول درجة، فلما استقرتْ قدماه عليها ظهر سيفان عظيمان عاديان من عن يمين الدرجة وشمالها، فالتقيا على الرجل فقدَّاه نصفين، فأهوى جسمه على الدرج، فلما استقرَّ على بعضها اهتزَّ العمود وصَفَر الديك صفرةً عظيمةً أسمعت من كان بعيدًا، وحَرَّكَ جناحيه، وظهرتْ أصواتٌ مزعجة قد عملت على الكواكب بالحركات ينزعج لها السامع، وتقدم آخر فالتقت عليه السيفان فقدَّته نصفين، ثم آخر وآخر حتى قتلت ألف رجل، فقال عبد العزيز: حسبنا، هذا أمرٌ لا يُدْرَكُ ولا يوصلُ إليه، ثم أمر بردِّ الترابِ على الموتى فكانت الحفيرةُ قبورهم.
ومنها: جبل الطير بصعيد مصر، فيه شقٌّ، فإذا كان يومٌ مُعيَّن من السنة جمع عنده زرازير الدنيا، فيأتي كلُّ زَرزور فيدخل منقاره في الشقِّ ثم يخرجه ويطير، ويأتي آخر فيفعل كذلك، طولَ النهار يأتي زَرزور ويذهب زَرزور إلى وقت الغروب، فيأتي آخر الزرازير فيدخل منقاره في الشقِّ فينضمُّ عليه ويبقى معلَّقًا طول العام إلى ذلك اليوم، فينفتح الشقّ ويسقط ذلك الزرزور ويأتي غيره.
ومنها: عمود السواري بالإسكندرية، وليس في الدنيا مثله، وقد شاهدته، ويقال: إن أخاه بأسوان.