للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عجائب المغرب: نار في جزيرة صقلية تشتعلُ فيها حجارةٌ ولا تمكن أحدًا من الوقود منها، قالوا: وليس بصقلية نملة.

ومنها حجارة بالقيروان تقذفها النيران بالليل، وفي النهار دخان، وهي في جبل يقال له: البركان.

ومنها: بيتان بالأندلس يعرفان بالملوك، فلما فتحت الأندلس في زمان الوليد بن عبد الملك بن مروان وجدوا هذين البيتين، ففتحوا أحدهما فإذا فيه أربعة وعشرون تاجًا، على كل تاج اسم صاحبه مكتوبٌ عليه ومبلغُ سنِّهِ، وما ملك من السنين، ووجدوا فيه مائدة سليمان وهي من الذهب، وقيل من الياقوت، وعليه أطواق الجوهر الثمين، فحملت إلى الوليد، ووجدوا على باب البيت الآخر أربعة وعشرين قفلًا، كان كلَّما ملكَ واحدٌ منهم تلك البلاد زاد قفلًا، ولا يعلمون ما في البيت، فقال لهم بعض الرهبان: إنّ آخر ملوك الأندلس يُفْتَحُ على يديه، قالوا: لا بد من فتحه، فنهاه الحكماء فخالفهم وفتحه، فإذا رجال من العرب قد صُوّروا على خيولهم، وعليهم العمائم والأسلحة، فدخلت العربُ جزيرةَ الأندلس في السنة التي فتح فيها الباب.

ومنها: ما حكاه جدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص في "كتاب التبصرة" قال: ومن العجائب سوداني من نحاس على قضيب من نحاس على الباب الشرقي برومية، فإذا كان أوانُ الزيتون صفَّر ذلك السوداني فلا تبقى سودانية تطير إلا جاءت بثلاث زيتونات: زيتونةً في منقارها وزيتونتان في رجليها، فألقته على ذلك السوداني، فيحمله أهلُ رومية فيعصرون منه ما يكفيهم لِسُرُجِهِمْ وإدامهم إلى العام المقبل (١).

* * *


* * *

(١) "التبصرة" ٢/ ١٨٨ - ١٨٩.