للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعني السماءَ والأرضَ - وإنَّه لرسولُ الله حقًّا، فكان المسلمون يُغيرون بعدُ على ما حولَها من المشركين، ولا يُصيبون الصَّرْمَ (١) الذي هي منه، فقالت يومًا لقومها: ما أرى هؤلاء القوم يَدَعُونَكم إلَّا عمدًا فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها ودَخَلوا في الإسلامِ. أخرجاه في "الصحيحين" (٢).

وعن أنسٍ: أنَّ نبيَّ الله كان بالزَّوراءِ، فأُتي بإناءٍ فيه ماء لا يَغمُر أصابعَه، فأَمَر أصحابَه أن يتوضَّؤوا، ووَضَع كفَّه في الإناءِ أو في الماءِ فجعلَ الماءُ ينبعُ من بين أصابعهِ وأطراف أصابعه حتى توضَّأ القومُ، قال: فقلنا لأنس: كم كُنتم؟ قال: كنا ثلاث مئةٍ. أخرجاه في "الصحيحين" (٣).

وفي المتفق عليه مثل هذه الواقعة جرت في الحديبيةِ، ورواه جابر بن عبد الله، وفيه: فوضعَ رسولُ الله يده في الرَّكوةِ، فجعَلَ الماءُ يفورُ من بينِ أصابعِه كأمثالِ العُيونِ، قال: فشرِبنا، وتوضَّأنا، قال سالم: فقلنا لجابرٍ: كم كُنتم؟ قال: كنَّا خمسَ عشرةَ مئةً، ولو كنَّا مئةَ ألفٍ لكَفانا (٤).

وقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: حدَّثنا الوليدُ بن القاسم، حدَّثنا إسرائيلُ، عن منصور، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبد الله بن مسعودٍ قال: سمعَ عبدَ الله يحدِّث قال: كنَّا أصحابَ محمدٍ نعدُّ الآياتِ بركةً، وأَنتم تعدُّونها تخويفًا، بَينا نحنُ مع رسولِ الله وليسَ مَعَنا ماءٌ، فقال: "اطلبُوا مَن معه ماء ففَعلنا، فأُتي بماءٍ، فصبَّه في إناءٍ، ثم وضَع كفَّه فيه، فجعلَ الماءُ يخرجُ من بينِ أصابعهِ، ثم قال: "حيَّ على الطَّهورِ المبارَكِ والبركةِ من الله تعالى" فملأتُ بطني منه، فاستَقى الناسُ. قال عبد الله: وكنَّا نسمعُ تسبيحَ الطعامِ وهو يؤكلُ. انفرد بإخراجه البخاري (٥).

وقال عبد الله : كنَّا مع النبيِّ في سفر فلم يجِدُوا ماءً، فأُتي بتَورٍ من ماءٍ، فوضعَ النبيُّ يَده فيه، وفرَّج بين أصابعِه [فرأيتُ الماءَ] يتفجَّر من بينها، فقال: "حيَّ


(١) "الصرم": أبيات مجتمعة من الناس.
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٩٨٩٨)، والبخاري (٣٤٤)، ومسلم (٦٨٢).
(٣) أخرجه البخاري (٣٥٧٢)، ومسلم (٢٢٧٩) (٧)، وأحمد في "مسنده" (١٢٧٤٢).
(٤) أخرجه البخاري (٣٥٧٦)، ومسلم (١٨٥٦) (٧٢)، وأحمد في "مسنده" (١٤٥٢٢).
(٥) أخرجه البخاري (٣٥٧٩)، وأحمد في "مسنده" (٤٣٩٣).