للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله : "النَّياحةُ من عَمَلِ الجاهليةِ" (١) هذا اللفظ غريب، وقد وردَ في معناه أخبارٌ:

منها: روى ابنُ مسعود عن النبيَّ أنه قال: "ليسَ منَّا مَن ضرَبَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودَعا بدَعوَى الجاهليةِ". أخرجاه في "الصحيحين" (٢).

وروى أبو داود بمعناه، عن أم عطيةَ قال: نهى رسولُ الله عن النَّياحةِ (٣).

وأخرج أحمد في "المسند" بمعناه فقال: حدَّثنا وكيع، عن هشامٍ، عن يحيى بن أبي كَثير، عن أنس قال: أخذَ رسولُ الله على النساءِ حينَ بايَعهنَّ: أن لا ينُحْنَ، فقلنا: يا رسولَ الله، إنّ نساءً أَسعَدْنَنا في الجاهليةِ أَفنُسعِدُهن؟ فقال النبيُّ : "لا إسعادَ في الإسلامِ، ولا شِغارَ، ولا عَقْرَ، ولا جَلَب، ولا جَنَب، ومَن انْتَهبَ فليسَ منَّا" (٤).

الإسعاد: أن تُسعد المرأةُ المرأةَ في مُصيبتها، والشغار: أن يزوَّج الرجلُ ابنتَه على أن يزوِّجه أُختَه أو قريبةً له، والعَقْرُ: الذبحُ عند قبورِ الموتى، والجلَبُ: الصياحُ على الفرسِ في السباقِ، والجنَبُ: أن يجنبَ فرسًا فإذا أعيت فرسهُ التي سابق عليها انتقل إلى تلك.

وقال الجوهري: التناوح: التقابلُ، ومنه النوائحُ، لأن بعضهن يقابل بعضًا، ونساءُ نوائح ونوح وأنواح، والاسم واحد وهي النياحة (٥).

قوله: "الأمانةُ غِنَى" (٦).


(١) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وأخرجه أحمد في "مسنده" (٧٥٦٠) من حديث أبي هريرة ، ولفظه: "ثلاث من عمل أهل الجاهلية، لا يتركهن أهل الإسلام، النياحة، والاستسقاء بالأنواء، وكذا" قلت لسعيد: وما هو؟ قال: دعوى الجاهلية: يا آل فلان، يا آل فلان.
(٢) أخرجه البخاري (١٢٩٧)، ومسلم (١٠٣).
(٣) أخرجه أبو داود (٣١٢٧).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٣٠٣٢) لكن بغير هذا الإسناد.
(٥) "الصحاح": (نوح).
(٦) أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (١٦) من حديث أنس .