للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلام أبي بكر وقد ذكرناه في صدر السيرة.

وقال أبو القاسم البابي (١) الوراق في "شرح الشهاب": وتمام قوله: "البلاءُ موكَّل بالمنطق: فلو أنَّ رجلًا عيَّر رَجلًا برضاعِ كلبة لرضعها" (٢).

قوله : "زكاةُ البدَنِ الصومُ" أخرجه أبو نعيم الأصفهاني بإسناده، عن سهل بن سعد قال: قال رسولُ الله : "إنَّ لكلِّ شيء زكاةً، وزكاةُ الجسدِ الصومُ" (٣) ومعناه صحيح، لأن قوله: لكل شيء زكاة، ظاهر، وذلك لأن الزكاة تطهر المال فكذا الجسد، لأن زكاة البصر غضه، وزكاة السمع صيانته عن الغيبة، وزكاة اللسان حفظه وإمساكه عن الفحش والخَنا، وزكاة الوجه السجود، وزكاة القدمين طول القيام والسعي فيما يرضي الله تعالى، وزكاة اليدين كفُّهما عما لا يليق ورفعهما بالدعاء، وزكاة القلب تطهيره عما سوى الله تعالى، وزكاة البدن الصيام عن المأكول والمشروب وعن الدنايا من طلب الدنيا وغير ذلك، ألا ترى إلى قوله : "مَن صامَ رمضان وأَتبَعه بستة أيامٍ من شوالٍ، فكأنَّما صامَ الدَّهرَ" (٤)؟ وذلك لأن عظام البدن ثلاث مئة وستون عظمًا، والجسد يشتمل عليها كلها، فصيام ثلاثين يومًا بعشرة أشهر وستة أيام بشهرين.

قوله : "الصيامُ في الشتاءِ الغَنيمةُ الباردةُ" قد ذكر محمد بن الأنباري فقال: كلُّ محبوبٍ عند العرب باردٌ، والغنيمةُ الباردة: هي التي يصل إليها الرجل من غير تعب ولا عناء، لأن الغنائم إنما يتوصل إليها بالحروب والمشقة، فإذا حصلت بغير مشقة كانت غنيمة باردة، ومعنى الحديث حصول الثواب من غير مشقة (٥).

قوله : "الإمامُ ضامِنٌ، والمؤذَّنُ مُؤتَمن" قال أحمد بن حنبل بإسناده، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله : "الإمامُ ضامِنٌ، والمؤذَّنُ مؤتَمنٌ، اللهمَّ أَرشِدِ


(١) في كشف الظنون ١٠٦٧: العابي.
(٢) أخرجه الخطيب في "تاريخه" ٣/ ٢٧٩ من حديث ابن مسعود، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٢٧٦، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله .
(٣) "الحلية" ٧/ ١٣٦، وأخرجه ابن ماجه (١٧٤٥) من حديث أبي هريرة ، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": هذا إسناد ضعيف.
(٤) أخرجه مسلم (١١٦٤) من حديث أبي أيوب .
(٥) أخرجه أحمد في "مسنده" (١٨٩٥٩)، والترمذي (٧٩٧) من حديث عامر بن مسعود .