لبعض: والله لئن أصاب القومُ فتحًا إنه لخيرٌ حُرِمتُموه، ولئن أصاب نكبةً ليقال: خذلتموه وأسلمتموه، فبعثوا إلى خالد أن انتظِرْ حتى نأتيك، فتوقّف خالد حتى لحقوا به، ثم مضى فنزل البُطاح من أرض تميم، فبثَّ السرايا، ولم يَلْقَ بها جَمْعًا، فأصاب مالك بنَ نويرة وأصحابَه فقتلهم.
وقال الواقدي: لما أراد خالد قتلَ مالك قال له أبو قتادة: ناشدتُك الله لا تَقتلْه، فوالله لقد سمعتُهم يُؤذِّنون، ورأيتُهم يصلُّون، وإن الرجلَ مسلمٌ، ودمُه حرام، فلم يلتفت خالد إليه، وزبره، فغضب أبو قتادة، وقال: والله لا كنتُ في جيشٍ أنت فيه أبدًا، ثم لحق بأبي بكر، فأخبره الخبر، وقال: لم يَقبل قولي وقبل قولَ الأعراب الذين قَصدُهم النَّهبُ والسَّبيُ، ولم يعد إليه (١)،
ويقال: إن أبا بكر أمره أن يرجع إلى جيش خالد، فما رجع، ويقال: إنه رجع حتى قدم مع خالد المدينة، وشهد عليه بما شهد، وقد ادَّعى خالد أن مالكًا راجعه بكلام فيه غلظ، لأن خالدًا لما أراد قتلَه قال: إن صاحبَكم أمر أن لا يُقتل مسلم، وأنه لا يُغار على حيًّ إذا سُمع منه الأذان، فقال له خالد: أي عدو الله، وما تَعدُّه لك صاحبًا؟ فقتله، وقتل أصحابه، والذي قتل مالكًا ضرار بنُ الأزور.
وفي رواية: لما أراد خالد قتل مالك جاءت امرأتُه أمُّ تميم بنت المنهال، وكانت من أجمل النساء، فألقت نفسها عليه وقد كشفت وجهها، فقال: إليك عنّي، فقد قتلتيني، يشير إلى أن خالدًا لما رآها أعجبَتْه، فقتله ليأخُذَها.
ورُوي عن بعض مَن حضر هذه السريّة قال: رُعنا القومَ تحت الليل، فرِيعت المرأةُ، فخرجت عريانة، فوالله لقد عرفنا حين رأيناها أنه سيُقتَل عنها صاحبُها.
ولما قُتل مالك تزوّج خالد امرأتَه، فكتب إليه أبو بكر ﵁ بالقُدوم عليه، ولما بلغ عمر بنَ الخطاب خبرُ خالد، وقتلُه مالكًا، وأخذُه لامرأته قال: أي عباد الله، قتل عدوُّ الله امرءًا مسلمًا، ثم وثب على امرأته، والله لنرجُمنّه بالحجارة، فلما قدم خالد