للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال رافع: والله ما سلكتُ هذا المكان إلا مرةً واحدةً مع أبي وأنا غلامٌ صغير، فقال أبو أحيحة القرشي من أصحاب خالد: [من الرجز]:

لله دَرُّ رافع أنَّى اهتدى

فَوَّز من قُراقرٍ إلى سُوى

خِمسًا إذا ما سارها الجيشُ بَكى

ما سارها قبلَك إنسيٌّ يُرى

والعينُ عينٌ قد تَغشَّاها القذى

فهو يَرى بقلبه ما لا يرى

قلبٌ حَفيظٌ وفُؤادٌ قد وَعى

والسَّيرُ زَعْزَاعٌ فما فيه وَنَى

هذا لعَمْري رافعٌ هو الهُدى

عند الصباح يَحمَدُ القومُ السُّرى (١)

ورافع هذا من طيئ، ويقال له: رافع الخير، وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، غزا مع عمرو بن العاص غزاة ذات السَّلاسل، وصحب أبا بكر فيها، وروى عنه ولم ير رسول الله (٢).

وقال ابن عساكر كُنيتُه أبو الحسن السَّنبِسي، وله صحبة، وروى عنه طارق بن شهاب، قال: بعث رسول الله جيشًا، وأمَّر عليهم عمرو بنَ العاص، وفيهم أبو بكر وعمر، فقال: دُلُّونا على رجلٍ يَختصر الأرض، [ويأخذ] غير الطريق، فدُلَّ عليَّ، فكنتُ دليلَهم في تلك الغزاة، ورافقتُ فيها أبا بكر، فكان يُنيمُني على فراشه، ويُلبِسني كساءً له من أكسية فَدَك، قال: وتُوفّي في أيام عمر بن الخطاب.


(١) تاريخ دمشق ١/ ٢٣٢ (مخطوط)، وانظر تاريخ الطبري ٣/ ٤١٥ - ٤١٦، والفتوح ١/ ١٣٢ - ١٣٨، وفتوح البلدان ١١٨، والمنتظم ٤/ ١٠٩ - ١١٠، ومجمع الأمثال ٢/ ٣، وطبقات ابن سعد ٦/ ٦٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٦/ ٦٧ - ٦٨.