للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستدلوا أيضًا على ذلك بأنّ الشمس والقمر يدوران في اليوم والليلة دورةً واحدةً، قال: والبروجُ نصفُ سُدْسِ الفلك، وفلكُ البروج وما فيه من الكواكب يدور على القطبين اللذين ذكرنا غير قطبي الفلك الأعظم، وعرضُ الأرضِ من القطبِ الشمالي إلى القطبِ الجنوبي الذي هو مطلع سهيل في موضع خط الاستواء ثلاث مئة وستون درجة فيكون الجملة تسعة آلاف فرسخ.

قلت: وينبغي أن يكون هذا على وجه التقريب والظنِّ والتخمين لا على وجه القطع واليقين.

ونُقِلَ عن فيثاغورس أنه قال: العالم الأرضيُّ متصلٌ بالعالم السماوي، والفلكُ يتحرك حركةً مستديرة دائمة، فتتحرك الكواكبُ بتحريكه، وحركة الكواكب على هذا العالم تفعل فيه الاستحالة ويحدث فيه الكون والفساد، وفسادُ كلِّ شيء بكون شيء آخر، وأن حركات الكواكب الدائمة توجب الكونَ الطبيعي الدائم، وليس في الحركات حركةٌ تامة غير المستديرة، لأن المتحرك بها لا يسكن لأنه لا نهايةَ لحركتها، بخلاف الحركات المختلفات لأنها غير تامة (١)، ولهم في هذا اصطلاح عجيب. ويقال: إن هذا كلَّه كلامُ أفلاطن لأنه أقام يرصد الأفلاكَ سبعين سنة، وسنذكره في باب الحكمة إن شاء الله تعالى.

* * *


(١) جاء بعدها في "كنز الدرر" ١/ ٣٦: "ولها نهايات، فإذا انتهت سكتت وضربوا لها مثلًا فقالوا: وحركة النار إلى فوق وحركة الماء والتراب إلى أسفل".