للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكرنا أن هندًا أسلمت يوم الفتح وبايعت بعد إسلام زوجها أبي سفيان، وردَّها رسولُ اللَّه إما بنكاحٍ جديدٍ أو بالنكاح الأول على اختلاف الروايات. وذكرنا في غزاة الفتح أنها كَلَّمت رسول اللَّه وقالت: أنا هند بنتُ عتبة، فقال: مرحبًا بك، وأنها قالت: يَا رسول اللَّه، إن أَبا سفيان رجلٌ شحيح، لا يُعطيني وولدي ما يكفيني، فقال: "خُذي من ماله ما يَكفيك وولدك بالمعروف" (١)، وأنها لما بايعت رسول اللَّه وقال: "ولا تقتلن أولادَكن" قالت هند: أَنْتَ قتلتَهم (٢).

وقد أخرجه ابنُ سعدٍ عن عبيد اللَّه بن موسى، عن عمر بن أبي زائدة (٣)، عن الشعبي.

ولم يذكر ابن سعدٍ تاريخَ وفاتها، وذكره ابن إسحاق والزُّبير بن بكار والموفق في الأنساب فقال: تُوفّيت هند بنت عتبة في سنة أربع عشرة، في اليوم الذي تُوفّي فيه أبو قُحافة والد الصديق بمكة (٤).

وذكرها جدّي في "التلقيح" (٥) وقال: لما قال لها رسول اللَّه : "ولا تقتلْنَ أولادكن" قالت (٦) له: وهل تركتَ لنا ولدًا إلا قتلتَه يوم بدر.

وفي الصحابيات جماعةٌ اسمُ كلِّ واحدة منهن هند، إحداهن هذه، وهند بنت أسيد ابن حُضَير، وهند بنت [أبي] أُميَّة وهي أم سلمة زوجةُ النبي وهند خولانية امرأة بلال بن رباح، وهند بنت أوس بن شريق، وهند بنت أبي سفيان بن حرب وأمُّها صفية بنت أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس (٧).


(١) أخرجه البخاري (٢٢١١)، ومسلم (١٧١٤).
(٢) سلف في السيرة.
(٣) في (ك) عن عبد اللَّه بن موسى بن عمران بن أبي زائدة، وليس، في (أ) و (خ) إلى نهاية الفقرة، والمثبت من تاريخ دمشق ١٩/ ٥٧٣، وتهذيب الكمال ٥/ ٦٤ (ترجمة عبيد اللَّه) و ٣٦٤ (ترجمة عمر بن أبي زائدة)، وانظر طبقات ابن سعد ١٠/ ٢٢٦.
(٤) التبيين ٢١٩.
(٥) في ص ٣١٩.
(٦) من قوله: قالت هند أنت قتلتهم. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٧) تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٤٦، وما بين معكوفين منه.