للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأقبل الحارث عليه وهو يقول: [من الرجز]

لقد رأيتَ كيف كانت طَعنتي

اليومَ للقِرْنِ شديد همَّتي

والموتُ خيرٌ من فِراقِ خُلَّتي

فقَتْليَ اليوم ولا مَذَلَّتي

ثم طعنه فألقاه مَيتًا.

فقال له الشيخ: خلِّ عن الظَّعينةِ؛ فإني لستُ كمَن رأيتَ، فقال: ما كنتُ لأخَلِّيها، فقال له الشيخ: احْتَر، فإن شئت طاردْتُك، وإن شئتَ نازلتُك، قال: نازِلني، فنزل الشَّيخُ والفتى، فقال الشيخُ: [من الرجز]

ما أَرتَجي عند فَناءِ عُمْري

سأجعلُ السنينَ مثلَ الشَّهرِ

شيخٌ يُحامي دونَ بَيْضِ الخِدْرِ

إنَّ استِباحَ البَيضِ قَصْمُ الظَّهْرِ

سوف تَرى كيف يكون صَبْري

وتقدَّم الحارث وهو يقول: [من الرجز]

بعد ارتحالي وطويلِ سَفري

وقد ظَفِرْتُ وشَفيتُ صَدْري

والموتُ خيرٌ من لباسِ الغَدْرِ

والعار أُهديه لحيِّ بَكْرِ

ثم اختلفا ضَرْبتَيْن، ورفع الحارث السيف، فلما نظر الشيخ إلى أنه قد أهوى به إلى رأسه، ضربَ بطنَ الحارث ضَرْبةً قدَّ أمعاءه، ووقعت ضربةُ الحارثِ في رأسِ الشيخِ، فوقعا مَيِّتَينِ.