للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي التي ذكرتها عائشة في حديث الإفكِ وقالت: وهي التي كانت تُسامِيني من أزواجِ رسولِ اللَّه ، فعصمها اللَّه بالوَرَعِ، ولم أرَ امرأةً أكثرَ خيرًا ولا صدقةً منها، ما عدا سَوْرَةً من حِدَّةٍ كانت فيها، يُوشكُ منها الفيئَة، أي: الرجوع (١).

وكانت زينب تُسمّى أُمَّ المساكين؛ كانت تعملُ بيدِها وتتصدَّقُ به على المساكينِ.

وقال الواقدي: أطعمها رسول اللَّه بخيبر ثمانين وَسْقًا من تمرٍ، وعشرين وَسْقًا من قمحٍ، ويقال، من شعير.

وقال ابن سعد بإسناده عن سالم، عن أَبيه قال: قال رسول اللَّه يومًا وهو جالسٌ مع نسائهِ: "أطوَلُكنّ باعًا أسْرَعُكُنَّ لُحوقًا بي"، فكُنَّ يتطاوَلْنَ إلى الشيء، وإنَّما عني رسولُ اللَّه بذلك الصدقةَ، وكانت زينب امرأةَ صَنعًا، فكانت تتصدَّقُ به، وكانت أسرعَ نسائهِ لحوقًا به (٢).

وقال ابن سعد بإسناده عن موسى بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن حارثة بن النعمان، عن أَبيه، عن أُمِّه عَمْرَةَ، عن عائشة قالت: يرحمُ اللَّهُ زَينب بنت جَحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرفَ الذي لا يَبلغه شرف؛ إنَّ اللَّه زوَّجها نبيَّه في الدنيا، ونطق به القُرآنُ، وإنَّ رسول اللَّه قال لنا ونحن حوله: "أسرعُكُنّ بي لُحوقًا أطولكنَّ باعًا"، بشَّرها رسول اللَّه بسرعةِ لحوقِها به، وهي زوجتُه في الجنَّة.

وفي روايةِ ابن سعدٍ عن عائشة قالت: فكنّا إذا اجتمعنا في بيتِ إحدانا بعد رسولِ اللَّه نمدُّ أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعلُ ذلك حتى تُوفيت زينبُ، وكانت امرأةً قصيرةً، ولم تكن أطْوَلَنا، فعرفنا حينئذٍ أنَّما أراد بطول اليد الصدقةَ والخيرَ.

قالت: وكانت امرأةً صَناعَ اليد، فكانت تَدبُغ وتَخْرُزُ، وتتصدَّق به في سبيلِ اللَّه.

وروى ابن سعدٍ عن الواقدي بإسناده قال (٣): لمّا حَضرتها الوفاةُ قالت: إني


(١) أخرجه مسلم (٢٤٤٢)، ومن قوله: وقد ذكرنا جميع ذلك. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٢) من قوله: وقال ابن سعد. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٣) من قوله: وفي رواية ابن سعد. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).