للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سُور على البَصرة، واستقضى أيضًا عليها عُبيد اللَّه بن مَعمر.

وكان حاجبُه يَرْفَأ، وأسلمُ مولاه، وكان له من الموالي يَرفأ، ومِهْجَع، ومالك الدّار، وأَسْلَم، وهُنَيّ، وأبو أُميَّة.

فأما يَرفأ فكان حاجِبَه خَصيصًا به، وكان زاهدًا عابِدًا ورعًا، قال المغيرة بنُ شُعبة: واللَّه إنْ كنا لنُصانِع يَرفَأ مولى عمر وآذِنَه.

وهو الذي قَدم بكتاب عمر رضوان اللَّه عليه على أبي عبيدة بالجابية بموت أبي بكر، وقَدم عليه أيضًا وهو يُحاصر دمشق، وأسند الحديث عن عمر وعلي وعثمان والعباس وطلحة والزبير ، وغيرهم (١).

وأما مِهجَع فاستُشهد يوم بدر.

وأما مالكُ الدَّار فمن الطبقة الأولى، روى عن أبي بكر وعمر ، وولاه عمر رضوان اللَّه عليه دارًا، وأمُّه حبّى، أرضعته -لعثمان- فأقطعها دارًا بالمدينة، فقيل لابنها مالك الدار (٢).

وأما أسْلَم فحَبَشيّ بَجَاوي، وكُنيتُه أبو زيد، اشتراه سنةَ اثنتي عشرة، وكان يَحجُبه، وروى الحديث، وابنه زيد بن أسلم كثير الرواية عن أبيه، وخالد بن أسلم، وهو الذي أصاب رأسَ زيد بن عمر بالحَجَر (٣).

وأما هُنَيّ فحضر مع معاوية صِفّين، وهو من الطبقة الأولى من التابعين، وُلد على عهد رسول اللَّه .

وأما أبو أمية فكاتَبَه عمر رضوان اللَّه عليه، وهو جدُّ المبارك بن فَضالة بن أبي أميّة.

وكان عامِله على مكة حين تُوفّي نافع بن عبد الحارث، وعلى الطائف سفيان بن عبد اللَّه الثقفي، وعلى صَنعاء يَعلى بن مُنية، وعلى الكوفة أبو موسى، وقيل: المغيرة، وعلى البصرة أبو موسى، وعلى دمشق مُعاوية، وعلى مصر عمرو بن العاص.


(١) تاريخ دمشق ١٩/ ٢١٩ - ٢٢١ (مخطوط).
(٢) في المعارف ١٨٩: وأم ولده حُتبى، وكانت قد أرضعت عثمان بن عفان، وكانت مليحة، فقال لها عثمان: أريد أن أُقطعك. وانظر تاريخ دمشق ٦٦/ ١٤٤.
(٣) المعارف ١٨٩، وتاريخ دمشق ٢/ ٨٠٩ (مخطوط).