وتكلم بنو هاشم وبنو أُمية، فقال عمار: أيها الناس، أنّى تَصرفون هذا الأمرَ عن بيت نبيّكم؟ فقال رجل من بني مَخزوم: لقد عَدوتَ طَورَك يا ابن سُميَّة، وما أنتَ وتَأمير قريش؟! فبايع عبدُ الرحمن عثمانَ ﵄، فقام عليٌّ ﵁ وخرج مُغضبًا، فتبعه عبد الرحمن فقال: بايع وإلا ضربتُ عُنقك، فبايَعَ.
وروي أن عبد الرحمن ﵁ رأى في المنام أن أمِّر أقرأَهم، فإن استَووا فأَفْقهُهم، فإن استَووا فأسنُّهم، فانتبه فقال: هل تَعلمون أحدًا اجتمع فيه هذا غير عثمان، فبايعوه.
وجلس عبد الرحمن ﵁ على مِنبر رسول اللَّه ﷺ، دون المكان الذي كان يَقعد فيه رسول اللَّه ﷺ، ثم أقعد عثمان رضوان اللَّه عليه على الدَّرجة الثانية وبايعه، فلما كان بعد ذلك صعد عثمان ﵁ فقعد مكان رسول اللَّه ﷺ، فأعظم الناس ذلك، وكان أوَّلَ ما أُخذ عليه.
وقدم طلحة ﵁ في اليوم الرابع وقد بُويع عثمان ﵁، فقال له عثمان: أنت على رأس أَمرِك، إن أَبيتَ رَدَدْتُها، قال: أوَ تَرُدُّها؟ قال: نعم، فبايعه طلحة ﵁، وكان في عهد عمر رضوان اللَّه عليه: إن لم يَحضُر طلحة إلى ثلاثة أيام فأَمْضُوا الأمور (١).