للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أدركوك، هَبْ عِرضَك ليوم فَقرِك.

وقال: ما تَجرَّع مؤمنٌ جَرعةً قط أحبّ إلى اللَّه من غَيظٍ كَظَمه، فاعفوا يُعزّكم اللَّه.

وقال: إياكم ودَمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تَسري بالليل والناسُ نيام.

وخطب يزيد بنُ معاوية إلى أبي الدرداء ابنتَه فردَّه، وخطبها رجلٌ من الفُقراء فزوَّجه إياها، فقيل له في ذلك فقال: ما ظنكم بالدَّرداء إذا قام على رأسها الخِصيان، ونظرت في بيوت يَلتمع فيها بَصرُها، أين دِينها منها يومئذٍ.

وقال: لو تعلمون ما أنتم راؤون بعد الموت ما أكلتُم طعامًا على شَهوة، ولا شربتُم شرابًا على شهوة، ولا دخلتُم بيتًا تستَظلُّون فيه، ولخرجتُم إلى الصُّعُدات تَضربون صُدورَكم، وتَبكون على أنفُسكم، لَوَدِدتُ واللَّه أني شجرةٌ تُعضَدُ ثم تُؤكَل.

وقال: ذُروة الإيمان الصبرُ للحكم، والرِّضى بالقَدَر، والإخلاص في التوكل، والاستسلام للربّ ﷿.

وقال: تَبنون مشيدًا، وتأملون بعيدًا، وتموتون قريبًا.

وقيل له: مالك لا تَشعُر، فإنه ليس رجلٌ له بيتٌ في الأنصار إلا وقد قال شِعرًا، فقال: وأنا قد قلتُ فاسمعوه: [من الوافر]

يُريد المرءُ أن يُعطى مُناه … ويَأبى اللَّه إلا ما أرادا

يقولُ المرءُ فائدتي ومالي … وتَقوى اللَّه أفضلُ ما استَفادا

قال محمد بن كعب: إن ناسًا نزلوا على أبي الدرداء في ليلةٍ قَرَّة، فأرسل إليهم بطعام سُخن، ولم يُرسل إليهم بلُحُف، فأنكروا ذلك، فجاء واحد منهم فقام على الباب، فرآه جالسًا وليس على امرأته من الثياب إلا ما يُذكر، فقال له: ما أراك إلا بتَّ بنحو ما بِتنا به! فقال: إن لنا دارًا نَنتَقِلُ إليها قَدَّمنا لُحفنا وفُرشنا إليها، وإن بين أيدينا عَقَبةً كَؤودًا، المُخِفُّ فيها خيرٌ من المثْقِل، أفهمت ما قلت لك؟ قال: نعم.

وقال: نعمَ صومعةُ المرءِ المسلم بيتُه، يكفُّ لسانَه وفَرجَه وبَصرَه، وإياكم ومجالسَ الأسواق، فإنها تُلهي وتُلغي.

وقال: إياكم ودَعوةَ المظلوم، فإنها تَسري بالليل والناسُ نيام.