قالت أمُّ الدَّرداء: قلتُ لأبي الدرداء: ألستُ زوجتَك في الجنة؟ قال: نعم ما لم تتزوَّجي بعدي.
وقيل له: كم تُسبَّح كل يوم؟ قال: مئة ألف، إلا أن تُخطئ الأصابعُ.
وقالت أتمُّ الدَّرداء: قلتُ لأبي الدرداء: إن احتجتُ بعدك أكلَ الصَّدقةِ آكُلُها؟ قال: لا، اعملي وكُلي، قلتُ: فإن ضَعُفتُ عن العمل؟ قال: التقطي السُّنبُلَ، ولا تأكلي الصَّدقة.
وكان يقول: لولا ثلاث لم أبال متى متُّ، لولا أن أظمأَ بالهَواجر، ولولا أن أُعفِّرَ وَجهي بالتُّراب، ولولا أن آمُرَ بمعروف أو أنهى عن مُنكر.
وقال: كنتُ تاجرًا قبل أن يُبعثَ محمد ﷺ، فلما بُعث زاولتُ التجارةَ والعبادةَ فلم يجتمعا، فأخذتُ العبادة، وتركتُ التّجارة.
وقالت أمُّ الدرداء: قدم علينا سلمان الفارسي، فقال: أين أخي؟ قلتُ: هو في المسجد، قال: كيف أخي؟ قلتُ: يَصوم النهار، ويَقوم الليل، وما يريد النساء، فأتاه في المسجد، فلما رآه أبو الدرداء قام إليه فالتزمه.
ومرض أبو الدرداء، ففَزع إلى نفقةٍ كانت عنده، فوجدها خمسةَ عشرَ درهمًا، فقال: ما كانت هذه مُبقيةً مني شيئًا، إن كانت لَمُحْرِقَة ما بين عانَتي إلى ذَقَني.
وكان يقول: أعوذُ باللَّه من علمٍ لا ينفع، ونفسٍ لا تَشبع، ودُعاءٍ لا يُسمَع.
قالت أم الدرداء: دخل علينا أبو الدرداء يومًا مُغضَبًا، فقلت: مالك؟ فقال: واللَّه ما أعرفُ فيهم شيئًا من أمر محمد ﷺ إلا أنهم يُصلُّون الخَمْس.
وقال أبو الدرداء: مُعاتَبةُ الأخِ خيرٌ من فَقْدِه، ومَن لك بأخيك كُلَّه، أعطِ أخاك، ولِنْ له، ولا تُطعْ فيه حاسدًا فتكون مثله، غدًا يأتيه الموت فيكفيك موتُه، كيف تبكيه بعد الموت وفي الحياة قد تركتَ وَصْلَه.
وقال: إن ناقدتَ الناسَ ناقدوك، وإن تركتَهم لم يَتركوك، وإن هربتَ منهم