للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو القائل أيضًا: [من الوافر]

لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا

وأما أبان بنُ الحكم فتزوج أم عثمان بنت خالد بن عُقبة بن أبي مُعَيط (١).

وأمَّا عثمان الأصغر بن الحكم فولاه عبد الملك المدينة.

وأمَّا عبيد الله بن الحكم فقتله الحنتفُ يوم الرَّبَذة.

وأمَّا يَحْيَى بنُ الحكم -كُنيته أبو مروان- فولاه عبد الملك المدينة، وكان خائنًا بخيلًا، وفيه يقول [أيمن بن] خُرَيم بن فاتِك الأسدي: [من الطَّويل]

ترَكتُ بني مروان تَنْدى أكفُّهم … وصاحبتُ يَحْيَى ضَلَّةً من ضَلاليا

لقد كان في ظلِّ الخليفةِ وابنِه … وظلِّ ابنِ ليلى ما يَسُدُّ اختِلاليا

أميرًا إذا ما جئتُ طالبَ حاجةٍ … تَهيَّا لشَتْمي أو أراد قِتاليا

فإنَّك لو أَشْبهتَ مروانَ لم تَقُلْ … لقوميَ هُجرًا إذ أَتَوك ولاليا

وتزوَّج يَحْيَى بنُ الحكم زينبَ بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال عبد الملك: أدرِكوا بيتَ المال، يعني أنَّه خائن، وولاه عبدُ الملك حمص.

وكان يَحْيَى أحمق، وَفَد على عبد الملك بغَير إذنه، فقال له: ما الذي أقْدَمَك بغير إذني، ومَن استَعملتَ على المدينة؟! فقال: أبانَ بنَ عثمان، فقال: لا جَرَم، لا تعودُ إليها أبدًا، وأقرَّ عبدُ الملك أبانًا عليها، فأقام واليًا تِسعَ سنين، وحج فيها بالنَّاس سنتين، وفي ولايته تُوفّي محمد بن الحنفية وجابر بنُ عبد الله بالمدينة، فصلّى عليهما.

وكان شُخوص يَحْيَى إلى الشام في سنة خمس وسبعين، وقدم عبد الملك حمص؛ فقتل إسحاق بنَ الأشعَثِ صَبْرًا، فتكلّم أهلُ حمص، فبلغه، فصَعِد المنبر وقال: ما حديثٌ بلغني عنكم يا أهل الكُوَيفة الصُّغرى؟! فقام إليه عبد الرحمن بن ذي الكلاع فقال: لسنا أهل الكُوَيفة، وإنَّما نحن أهل الكوفة الذين قاتلنا معك مصعبَ بن الزُّبير، وأنت القائلُ يومئذٍ: والله يا أهلَ حمص لأُواسينَّكم ولو بما ترك مروان، وعليك يومئذٍ قَباؤك الأصغر، فسكت عبد الملك.


(١) في (خ): فتزوج أم عثمان بنت أبان بن الحكم، والمثبت من أنساب الأشراف ٥/ ٣٣٦، ونسب قريش ١٧١.