ألا وعُبيدَ الله ثمَّ ابنَ أمِّه … ألا قُثَمًا أعني وذا البدع مَعْبَدا
غُيوثٌ على العافِين خُرسٌ عن الخَنَا … لُيوث إذا ما مُوقِدُ الحربِ أوقَدا
وكان يُقال: ما رأينا بني أمَّ وأبٍ قطُّ أبعدَ قُبورًا من بني العباس ﵁، فالفضلُ بالشام، وعبد الله بالطائف، وعُبيد الله بالمدينة، وقُثَم بسَمَرْقَند، ومَعبد بإفريقية، وعبد الرحمن باليرموك، وأختُهم لأبيهم وأمِّهم أمُّ حَبيب.
وأمَّا تَمّام بن العباس فأمُّه أمَّ ولد رومية، وتُسمّى سَبَا، وقيل: حِميريّة تُسمّى سيا بالياء، وهي أمُّ كَثير بن العباس.
وكان تَمّام أصغر وَلدِ العباس، وكان من أشدِّ [أهلِ] زَمانه بَطشًا.
فوَلَد تمّام جعفرًا، رُوي عن جعفر بن تَمّام الحديث، وولد أمَّ حبيب بنت تمام، أمُّها العالية بنت نَهيك بن قيس، من بني صَعْصَعة، ووَلَدَ تَمّام أيضًا: العباس وقُثمًا والعالية وكثيرة وصفيّة، وأمُّهم أمُّ حازم بنت نَهيك بن قيس أيضًا، خلف عليها تمام بعد أُختها، ونفيسة بنت تمام أمُّها أم كلثوم بنت عبد الله بن عقيل بن أبي طالب، وكان لتمام أولاد وأولاد أولاد انقرضوا، وكان آخر مَن بقي منهم يَحْيَى بن جعفر بن تمام، فهلك في خلافة أبي جعفر المنصور، فوَرِثه سليمان وعيسى وصالح وعبد الصمد وإسماعيل بنو علي بن عبد الله بن عباس بالقُعْدُد، فوهبوا حقَّهم لعبد الصمد بن علي، فصار مِيراثُه كلُّه إليه.
وكانت ابنةُ أبي جعفر المنصور عند [ابن] قُثَم بن تمام بن العباس، وقيل: إنَّما كانت عند يحيى بن جعفر بن تمام.
روى تمام الحديثَ عن رسول الله ﷺ، فقال أحمد ﵁: حدَّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله ﷺ يَصُفُّ عبد الله وعُبيد الله وكَثيرًا بَني العباس ثم يقول: "مَن سبق إليّ فله كذا وكذا" قال: فيستَبِقون إليه، فيَقَعون على ظهره، فيَلزمُهم ويُقَبّلُهم (١).
وأمَّا عَون بن العباس فوُلد على عهد رسول الله ﷺ، ولا روايةَ له، ولم يُعرف اسمُ أُمِّه.