وقال: إنِّي لأُبغِضُ الرجلَ أن أراه فارغًا، ليس في شيءٍ من عمل الدُّنيا ولا عمل الآخرة.
وقال: من اليقين أن لا تُرضي النَّاسَ بسَخَطِ الله، ولا تَحمدَنَّ أحدًا على رزق الله، ولا تلومَنَّ أحدًا على ما لم يُؤتِك الله؛ فإن رزقَ الله لا يَسوقُه حِرصُ الحَريص، ولا يَردُّه كُره الكاره، والله تعالى بحُكمه وعِلمه جعل الرَّوح والفرح في اليقين والرِّضا، وجعل الهَمَّ والحزنَ في الشكِّ والسَّخط.
وقال: ما دمتَ في صلاةٍ فأنت تَقرع باب الملك، ومَن يقرع باب الملك يوشك أن يُفتَح له.
وقال: كونوا يَنابيعَ العلم، مَصابيحَ الهُدى، أحْلاسَ البيوت، سُرُجَ الليل، جُددَ القلوب، خُلْقان الثياب، تُعرفون في أهل السماء، وتَخْفَون على أهل الأرض.
وقال: إن للقُلوب شَهوةً وإقبالًا، وإن لها فَترةً وإدبارًا، فاغتنموها عند شَهوتها وإقبالها، ودعوها عند فَترتها وإدبارها.
وقال: ليس العلم بكَثرة الرِّواية، لكنّ العلمَ الخَشيَةُ.
وقال: إن الرجل لَيَخرجُ من بيته ومعه دِينُه، فيَرجع وما معه شيءٌ، يَلقي الرجلَ لا يَملك له ولا لنفسِه ضُرًّا ولا نفعًا، فيُقسِم له بالله إنك لَذَيتَ وذَيت، فيَرجع وما ظَفِر من حاجته بشيءٍ، وقد أسخطَ الله عليه.
وقال: مع كلِّ فَرحة تَرْحَة، وما مُلئ بيتٌ حَبْرةً إلَّا مُلئ عَبرة.
وقال: ما منكم إلَّا ضَيف ومالُه عارِيّة، فالضيف مُرتَحِل، والعارِيّة مُؤداة إلى أهلها.
وقال: مَن جاءك بالحقّ فاقبلْ منه وإن كان بَعيدًا بَغيضًا، ومَن جاءك بالباطل فاردُدْه وإن كان حبيبًا قريبًا.
وقال: الحقُّ ثَقيل مَريء، والباطلُ خَفيفٌ وَبيء، وربَّ شَهوة أورثتْ حُزنًا طويلًا.
وقال: واللهِ الذي لا إله إلَّا هو، والله ما على وَجْهِ الأرض أحْوَج إلى طُولِ سَجْنٍ من لسان.
وقال: إذا ظهر الرِّبا والزنا في قرية أُذِنَ بهَلاكها، ومَن استطاع أن يَجعل كَنْزَه في السماء حيث لا يَأكُلُه السُّوس، ولا يَناله السُّرَّاق فليفعل، فإن قَلبَ الرجلِ مع كَنْزِه.