للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له رجل: أوصِني، قال: ليَسَعْك بيتُك، واكفُفْ لِسانَك، وابْكِ على خَطيئتك. وقال: لا تكونَنَّ إِمَّعَة، قالوا: وما الإِمَّعَة؟ قال: تقول: أنا مع النَّاس، إنْ اهتَدوا اهتَدَيتُ، وإن ضَلُّوا ضَلَلْت.

وقال: مَن لم تَأمرْه صَلاتُه بالمعروف وتَنهاه عن المنكر؛ لم يَزدَدْ بها من الله إلَّا بُعْدا.

ذكر وصيّته ووفاته:

أوصى الزبيرَ بنَ العوام في ماله ووَلدِه، ثم إلى عبد الله بن الزبير من بعد أبيه، وكتب في وصيّته: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هذا ما أوصى به عبد الله بنُ مسعود إن حَدَثَ به حَدَثٌ في مرضه هذا؛ أن مَرجعَ وَصيّته إلى الله وإلى الزُّبير بن العوّام وابنه عبد الله بن الزُّبير؛ أنهما في حِلٍّ وبِلٍّ ممَّا وَييا، وأنه لا يُزَوَّجُ أحدْ من بناتِ عبد الله إلَّا بإذنهما.

وفي رواية: أنَّه لا حَرَج فيما وَليا من ذلك، ولا تُزوَّجُ امرأةٌ من بناتِه إلَّا بعلمهما، ولا يُحْجَزُ [ذلك] عن امرأته زينب بنت عبد الله الثقفيّة، وأن يُكفَّن في حُلَّةٍ بمئتَي دِرهم، وأن يُدفَنَ عند قبر عثمان بن مَظْعُون.

واختلفوا في وفاته، فقيل: سنة اثنتين وثلاثين، وهو [ابن] بِضْعٍ وستّين سنة، وقيل: سنة ثمان وعشرين، أو سنة وثلاثين، أو إحدى وثلاثين، والأول أصحُّ، وصلى عليه عمار بن ياسر بوصيَّةٍ منه، فلما علم عثمان رضوان الله عليه غضب وقال: سَبقتموني به، فقال له الزُّبير : [من البسيط]

لا ألفَينّك بعد الموتِ تَندُبني … وفي حياتي ما زَوَّدتني زادي

وذلك لأنَّ عثمان رضوان الله عليه كان غَرّبه إلى الكوفة، وحَرمَه العطاء سنتين لإنكاره على الوليد بن عُقبة، وقيل: صَلَّى عليه عثمان رضوان الله عليه، واستغفر كلُّ واحدٍ منهما لصاحبه قبل موت ابن مسعود ، وهو أثبت.

وقيل: صَلَّى عليه الزُّبير وترك تسعين ألف درهم.

ودخل الزُّبير على عثمان أنَّه بعد وَفاةِ ابن مسعود فقال: أعطِني عطاءَ عبد الله، فأهلُ عبد الله أحقُّ به من بيت المال، فأعطاه خمسةَ عشر ألفَ دِرهم، وقيل: