للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقعد يبكي، فقال: لعلك استَقْلَلْتَها؟ قال: لا والله، ولكن نظرتُ في يَسير ما سألتُك، مع جَزيلِ ما أعطيتَني، وتفكَّرتُ فيما تأكُلُ الأرض من كَرمِك فبكيتُ.

وقدم الفرزدقُ المدينةَ زائرًا، فوجد رجلًا خارجًا منها، فسأله عن أخبار النَّاس فقال: تُوفّي طلحة بن عبد الله، فقال: بفِيك الحَجَر، ودخل من رأس الثَّنيّة يُولولُ ويقول: يا أهلَ المدينة، كيف تركتُم طلحة يموت؟!

روى طلحةُ عن عثمان بن عفَّان ، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وابن عباس، وأبي هريرة، وأبي بَكرة، وعائشة وغيرهم ، وروى عنه الزّهري، وسعد بن إبراهيم، وأبو عُبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في آخرين.

وولي المدينة لابن الزُّبير ، وفيه يقول حُرَيث بن عنَّاب الطَّائي: [من الطَّويل]

أَبي طلحةَ الفَيَّاضِ أعملتُ نَصَّها … تَخبُّ برَحْلِي ساعةً ثم تُرقِلُ

إلى ماجدِ الجدَّين رَحْبٍ فناؤه … له في قديم الدّهر مجدٌ مُؤثَّلُ

وعمُّ عبد الرحمن أزهر بنُ عبد عوف، هو أحد الذين بعثهم عمر رضوان الله عليه فنصبوا أنصابَ الحَرَم، وابنُه عبد الرحمن بن أزهر من الصّحابة، شهد حُنينًا، وأروى النَّاسِ عنه الزّهري.

أسند عبد الرحمن بنُ عوف الحديثَ عن رسول الله ، روى خمسة وستين حديثًا، روى عنه عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وجابر، وبنو عبد الرحمن: إبراهيم، وحُميد، وأبو سلمة، ومُصعب، وعمرو بن العاص في آخرين.

وقدم مع عمر رضوان الله عليه الجابية، وشهد في كتاب الصُّلح الذي لأهل بيت المقدس، وكان على مَيمنة عمر رضوان الله عليه في أوَّلِ خَرْجة خَرجها إلى الشام، وفي الثَّانية التي رجع فيها من سَرْغ على الميسرة (١).


(١) انظر في ترجمة عبد الرحمن وأولاده ونسائه وإخوته: طبقات ابن سعد ٣/ ١١٥ و ١٠/ ٢١٨، ٢٢٦، ٢٥٦، ٣٨٢، ونسب قريش ٢٦٥، والمعارف ٢٣٥، وأنساب الأشراف ٨/ ١٢٢، والاستيعاب (١٥٣٠)، وحلية الأولياء ١/ ٩٨، وتاريخ دمشق ٤١/ ٢٢٥ و ٨/ ٥٣١ (مخطوط)، والمنتظم ٥/ ٣٣، وصفة الصفوة ١/ ٣٤٩، والتبيين ٢٩٥، والسير ١/ ٦٨، والإصابة ٢/ ٤١٦.