للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنت عُبادة بن نَضْلة بن مالك خزرجية، وأمها عميرة بنت ثعلبة بن سنان خزرجيّة.

تزوج قُرَّةَ العين الصامت، فولدت له عُبادة وأُويسًا ابنَيْ الصَّامت، أسلمت قُرَّة وبايعت النَّبيَّ .

شهد عُبادة العَقَبة مع السبعين، وبدرًا وأحدًا والمشاهدَ كلَّها مع رسول ، وهو أحدُ النُّقَباء الاثني عشر.

وكان طُوالًا حسنًا جميلًا، وآخى رسول الله بينه وبين أبي مَرْثَد الغَنَوي، وكان قد بايع رسول الله أن لا تأخُذَه في الله لومَةُ لائم.

ذكر معاويةُ الطاعون في خطبته فحذَّر منه، فقال له عُبادة: أمُّك هند أعلمُ منك،

فلما نزل معاوية أرسل إليه فجاء، فقال: أما استَحْييت إمامك؟ فقال: أليس قد علمتَ أني بايعتُ رسول الله [ليلة] العَقَبة أني لا أخافُ في الله لَومةَ لائم؟ ثم خرج معاوية فقال: أيها النَّاس، إنِّي حدَّثتُكم حديثًا، ثم دخلتُ البيت فإذا الحديثُ كما حدثَني عبادة، فاقتبسوا منه فإنَّه أفقَهُ مني.

وأنكر عبادة على معاوية شيئًا فقال: لا أُساكِنُك بأرض، فرحل عبادة إلى المدينة، فرآه عمر رضوان الله عليه فقال: ما أقدمك؟ فأخبره فقال: ارجع إلى مكانك، فقبَّح الله أرضًا لست فيها وأمثالك، ارجع فلا إمرةَ لمعاوية عليك، فرجع.

وكان ممَّا أنكر على معاوية أن بعض الخطباء مدحه، فقام عبادة فحثى في وَجهه التُّراب، فغضب معاوية، فقال له عُبادة: أما سمعتَ رسول الله يقول: "احثوا في وُجوه المدَّاحِين التُّراب".

وجرى بينه وبين معاوية كلامٌ، فقال له: يا معاوية، أنت والله أحقَرُ في عيني من أن أخافَك في الله تعالى.

ولما أكثر النَّاسُ على عثمان رضوان الله عليه قال عُبادة: والله لا أقمتُ بهذا البلد، فخرج من المدينة ولحق بالساحل، فأقام بعَسْقلان حتَّى جرى في أمر عثمان رضوان الله عليه ما جرى.

وفيه نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ﴾ الآية