للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المائدة: ٥١] وذلك [لما حاربت بنو قَينُقاع رسول الله تشبَّث عبد الله بن أُبيّ وقام دونهم، فمشى عبادة بن الصَّامت إلى رسول الله ، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حِلْفهم] (١)، فنزلت هذه الآية.

شهد عُبادة فتح مصر، وكان أميرًا على رُبع المدَد، وكان ممن جمع القرآن على عهد النَّبيُّ .

واختلفوا في وفاته، فقيل: مات بالرَّمْلَة سنةَ أربع وثلاثين، وهو ابنُ اثنتين وسبعين سنة وله عَقِب، وقيل: تُوفّي في خلافة معاوية بالشام.

قال عبد الحميد بن يزيد الجُذامي: شهدتُ جنازة ببيت المقدس مع رجاء بن حَيوة، فقال لي: يا أبا عَمرو، ها هنا قبرُ أخيك عُبادة بن الصَّامت، إلى جانب الحائط الشرقي.

وكان له من الولد: الوليد، وأمه جَميلة بنت أبي صَعصعة، ومحمد، وأمّه أم حرام بنت مِلْحان الأنصارية، وكان له عُبيد الله وداود وأمّ محمد، والكلّ من أمِّ حرام.

دخل معاوية المدينةَ حاجًّا فلم يَخرجوا للقائه، فلقي بعض الأنصار فقال: أين نَواضِحُكم هلا لَقيتموني عليها؟ فقال له [أبو] الوليد عُبادة (٢): أنضيناها في طلب أبيك يوم بدر.

أسند عبادة عن رسول الله مئةً وثمانين حديثًا، فمن مسانيده:

عن عبادة بن الصَّامت عن النَّبيِّ قال: "الأبدال في هذه الأُمَّة ثلاثون مثلُ إبراهيم الخليل، كما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلًا" (٣).

روى عن عبادة أنس بن مالك، وأبو أُمامة الباهِليّ، ومحمود بن الرَّبيع وغيرهم، ومن التّابعين أبو مسلم وأبو إدريس الخولانيّان، وخالد بن مَعدان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعُبيد الله وداود والوليد بنو عُبادة.


(١) في (خ): وذلك لأنَّ عبد الله بن أبي لما قام بأمر بني قينقاع من خلفهم فنزلت؟! والمثبت من تاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) ٢٠ - ٢١.
(٢) في (خ): الوليد بن عبادة، والمثبت من تاريخ دمشق ٢٩.
(٣) أخرجه أحمد (٢٢٧٥١) وهو خبر منكر، وإسناده ضعيف.