للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلّيتُ عليه، فعرفه معاوية فقال: اقطعوا البناء، لا تبنوا على وجه داره، ثم دعاني خاليًا فقال: متى حملتُموه، ومتى قبرتموه، ومن صلى عليه؟ قلت حملناه ليلةَ السبت بين المغرب والعشاء، فكنتُ أنا وجُبير بن مُطعم.، وحَكيم بن حزام، وأبو وجهم بن حُذَيفة العَدَوي، وتقدّم جُبير بن مُطعم فصلّى عليه، فصدّقه معاوية، وكانوا هم الذين نزلوا في حُفرَته (١).

واختلفوا فيمن صلّى عليه؛ فقال جدي في "التلقيح" (٢) قيل: الزبير، وقيل: حكيم بن حِزام، وقيل: جبير بن مطعم.

قلت: والأشهر جُبير بن مُطعم، قال ابن سعد بإسناده عن محمد بن يوسف قال: خرجت نائلة بنتُ الفرافضة تلت الليلة، وقد شقّت جَيبَها قُبلًا ودُبُرًا، ومعها سراج، وهي تَصيح: وأمير المؤمنين، فقال لها جُبير بن مُطعم: أَطفئي السّراج فلا يُفطَنُ بنا، فأَطفأتْه، وانتَهوا إلى البقيع، فصلّى عليه جُبير بن مُطعم، وخلفه: حكيم بن حزام، وأبو جهم بن حُذيفة، ونيار بن مكرم الأسلمي، ونائلة وأمّ البنين بنت عُيينة امرأتا عثمان، ونزل في حُفرته نيار بن مكرم، وأبو جهم، وجُبير، وكان حكيم بن حزام وأمّ البنين يُدَلّونه على الرّجال حتى ألحدوا له، وبَنَوا عليه، وطيَّنوا قبرَه، وتفرَّقوا.

وقال ابن سعد: وقد قيل: إنه صلى عليه سبعة عشر رجلًا، والأول أثبت؛ أنه صلّى عليه أربعة (٣).

وقال ابن سعد: إن الزّبير لم يَشهد قتلَ عثمان، وسنذكره.

والقول الثاني: أنه قُتل يوم الأربعاء بعد العصر، ودُفن يوم السبت بعد العصر، قاله هشام.

والثالث: أنه قُتل لثلاث عشرة خلت من ذي الحجّة، والأوّل أشهر.

وقال الموفّق في "الأنساب": قُتل في ذي الحجّة أو في المحَرَّم (٤).


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٧٤.
(٢) ص ١١٠.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٧٤ - ٧٥.
(٤) التبيين ١٧٩.