للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن سعد بإسناده عن أبي قلابة قال: لما بلغ ثُمامةَ بن عديّ قتلُ عثمان -وكان أميرًا على صنعاء، وكانت له صحبة، وهو من قريش- بكى فطال بُكاؤه، ثم قال: هذا حين انتزِعتْ خلافةُ النبوَّةِ عن أمة محمد ، وصار مُلكًا وجَبريَّة، مَن غلب على شيءٍ أكله.

وحكى ابن سعد عن أبي أحمد السَّاعدي -وكان قد شهد بدرًا- أنه قال لما قُتل عثمان: اللهمَّ إن لك عليَّ أن لا أفعلَ كذا وكذا، ولا أضحك حتى ألقاك.

وكان أبو هريرة إذا ذكر ما فعلوا بعثمان يبكي وينتحب، يقول: هاه هاه، وكان معه يومَ الدّار.

وروى ابن سعد عن عبد الله بن سلام أنه قال يوم قُتل عثمان: هَلكتِ العرب، قيل له: فما تَجدون صفةَ عثمان في كُتبكم؟ فقال: نَجِده أميرًا يوم القيامة على القاتل والخاذِل، وفي رواية عنه: يُحكَّم في القاتل والخاذِل.

وقال ابن سعد بإسناده عن طاووس، عن ابن عباس قال: سمعتُ عليًّا يقول حين قُتل عثمان: والله ما قَتلتُ ولا أَمرتُ، ولكن غُلبتُ، قالها ثلاثًا.

وفي رواية ابن أبي ليلى عنه قال: رأيت عليًّا عند أحجار الزّيت رافعًا ضَبْعَيه يقول: اللهمَّ إني أبرأُ إليك من أمر عثمان.

وكان عليّ يقول: إنما وَهنتُ يوم قُتل عثمان.

وقال ابن سعد بإسناده عن مَسروق، عن عائشة قالت حين قُتل عثمان: تركتموه كالثّوب النقيِّ من الدَّنَس، ثم قَرّبتموه، تَذبحونه كما يُذبَح الكَبش، هلّا كان هذا قبل هذا؟ فقال لها مسروق: هذا عَملُك، أنت كتبتِ إلى الناس تَأمرينهم بالخروج إليه، فقالت: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون، ما كتبتُ إليهم بسوداءَ في بيضاء حتى جلستُ مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كُتِبَ على لسانها.

وقال عُروة: كانوا يتَّهمونها أنها كتبت إلى مصر والعراق، وهذا معنى قولِ مروان لها: حرَّق قيسٌ عليَّ البلاد.

وروى ابن سعد عن عمرو بن عاصم الكِلابي، عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: