للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما أُدرِكوا بالعُقوبة -يعني قتلةَ عثمان- قال الحسن: أُخِذ الفاسق ابنُ أبي بكر -قال أبو الأشهب: وكان لا يُسمّيه إلا الفاسق، ولا يُسمّيه باسمه- قال: أُخِذ فجُعِل في جَوف حمار، ثم أُحرق عليه.

وقال ابن سعد بإسناده عن أبي المَليح، عن ابن سلام قال: ما قُتلَ نبيٌّ قطّ إلا قُتل به سبعون ألفًا من أُمّته، ولا قُتل خليفةٌ إلا قُتل به خمسةٌ وثلاثون ألفًا (١).

وذكر الموفَّق في "الأنساب" وقال: كان مع عثمان في الدار: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن سلام، والحسن بن علي، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت، ومحمد بن حاطِب، ومروان بن الحكم، والمغيرة بن الأخنَس وغيرهم (٢)، قُتل عثمان والمغيرة بن الأخنس وغلامٌ لعثمان، فأغلق البابُ على ثلاثة مقتولين.

قلت: لم يذكر ابنُ سعد وهشام المغيرةَ بن الأخنَس.

قال الموفَّق: رأى رجلٌ من أهل "العَسكرِ الذين حصروا عثمان ليلةً في منامه مراجلَ يَغلي فيها الماء، فقال: ما هذه؟ فقيل: لقاتل المغيرة بن الأخنس، فأصبح الرجل فَزِعًا وقال: والله لا قاتلتُ بعدها، ولَزِم المسجد يُصلّي فيه، وكان في مَوضعٍ يُشاهد القتال، فكان يَرى الناس كلّما دَنَوا من باب الدار التي فيها عثمان خرج إليهم رجلٌ فطَردَهم، فجعل يَغِيظُه ذلك ويقول: ألا رجلٌ يَكفي الناسَ أمرَ هذا الخارج عليهم، فلما طال ذلك عليه أخذ سيفَه، وخرج من المسجد، فحَمل على الخارج من الدار، فضَربه فقتله، ثم سأل عنه فقالوا: هذا المغيرة بنُ الأخنس (٣).

ذكر ما رُثي به من الأشعار:

قد رثاه خلقٌ كثير، منهم حسان بن ثابت، قال في بعض ما رَثى به عثمان بنَ عفان: [من البسيط]

ضَحَّوا بأشْمَطَ عُنوانُ السُّجود به … يُقَطِّع الليلَ تَسبيحًا وقرآنا


(١) الأخبار السالفة في طبقات ابن سعد ٣/ ٧٥ - ٧٩.
(٢) التبيين ١٨٠.
(٣) التبيين ١٨٠.