للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: إنما نالها معاوية باسم أبيك، وتَمويهه على أهل الشام بطلَبه بدمه، وأنت أولى، ونحن أكثر عددًا من آل حرب، وجعل يُعدّد رجال بني العاص، وكانت زوجته رَمْلة بنت معاوية تسمع من وراء الحجاب.

ثم خرج مروان وعمرو إلى مكة حاجَّين أو معتمِرَين، وخرت رملةُ إلى الشام، فأخبرت أباها وقالت: مازال مروان يُعَدِّدُ رجال بني [أبي] العاص ويُفضِّلُهم علي بني حَرْب حتى عَدَّ ابنيَّ: عثمان وخالدًا، فتمنيّتُ أنهما ماتا، فحَقَدها معاويةُ على مروان (١).

وحكى ابن سعد عن عَمرو بن عثمان: أنه كان يَصبغ بالسَّواد (٢).

وقال البلاذري: عاش عمرو بن عثمان إلى أيَّام الحَرَّة، وكان مع أهل المدينة حين قدم مُسلم بن عُقبة المزي لقتال أهلِ الحَرَّة في أيام يزيد بن معاوية، فدعا به مُسلم، وقال له: إيه يا فاسق، إذا خرج أهلُ المدينة قلتَ: أنا رجلٌ منكم، وإذا ظهر أهلُ الشام قلتَ: أنا ابنُ أمير المؤمنين، ثم التفت إلى مَن حوله وقال: هذا الخبيثُ ابنُ الطيِّب، هانما أُتي مِن قِبَل أمّه الحمقاء، لقد بلغني أنها كانت تَجعل في فِيها خُنفساء، وتقول: حاجتُك في فمي، وفي فمها ما ساءها، ثم أمر به فضُرب بالسّياط (٣).

أسند عمرو بن عثمان بن عفان الحديث.

قال ابن سعد: روى عن أبيه، وعن أسامة بن زيد، وكان ثقةً له أحاديث (٤).

وقال أبو القاسم بنُ عساكر: وروى عنه عليّ بنُ الحسين وابنُ المسيّب وأبو الزّناد.

قال: ومما روى عنه علي بن الحسين، عن أسامةَ بن زيد، عن النبي أنه قال: "لا يَرِثُ المسلمُ الكافرَ" (٥).

قلت: وهذا الحديثُ في "الصحيحين" (٦).


(١) نسب قريش ١٠٩ - ١١٠، وتاريخ دمشق ٥٥/ ٣٧٢ - ٣٧٣.
(٢) طبقات ابن سعد ٧/ ١٥٠.
(٣) أنساب الأشراف ٥/ ٢٥٤.
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ١٥٠.
(٥) تاريخ دمشق ٥٥/ ٣٦١.
(٦) صحيح البخاري (٦٧٦٤)، وصحيح مسلم (١٦١٤).