للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي: ولّاه معاوية بعضَ خُراسان، ففتح سَمَرقند، وأُصيبت عينُه بها، وفتح بُخارى، وكان يُبَخَّل، فعزله معاوية عن خُراسان.

قال البلاذري: إنما عَزله معاوية عن خُراسان لأنه طلب الخِلافة.

ولما بايع معاوية لابنِه يزيد بلغ صبيانَ المدينة، فجعلوا، يقولون: [من الرجز].

والله لا ينالُها يزيدُ

حتى ينال رأسَه الحديدُ

إن الأميرَ بعده سعيدُ

وبلغ معاوية، فاستقدمه فقال: يا ابن أخي، ما شيءٌ يَقوله صبيانُ أهلِ المدينة؟ فقال له: يا معاوية، وما تُنكر من ذلك؟ والله إن أبي لخيرٌ من أبي يزيد، وإن أمّي لخيرٌ من أمه، وإني لخيرٌ منه، وقد استعملناك فما عَزلناك، ووَصَلْناك فما قطعناك، وصار أمرُنا بيدك.

فولاه معاوية بعض خُراسان ليَشغَلَه عنه، ثم عزله وحبسه خوفًا منه (١).

وقال البخاري: غزا سعيدُ بن عثمان ما وراء النهر.

وقال أبو أحمد الحاكم: فتح سعيد فُتوحًا كثيرة، وأُصيبت عينُه مع الأحنف بن قيس.

وقال خليفة: عزل معاويةُ عبيد الله بنَ زياد عن خراسان في سنة ست وخمسين، ووَلّاها سعيد بنَ عثمان، فغزا سعيد ومعه المهلّب بن أبي صُفرة، وطلحة الطّلحات، وأوس بن ثَعْلبة من بني تَيم اللات، وربيعة بن عَسّال اليَربوعي، فنازل سَمَرقَنْد، فخرجوا إليه فقاتلوه، فألجأهم إلى المدينة، فصالحوه وأعطَوْه رهائن، ثم عَزله معاوية في سنة سبعٍ وخمسين، وولاها عُبيد الله بن زياد (٢).

وقدم سعيد المدينة، ومعه الرَّهائن من أولاد الصُّغد، فأخذ كِسوتَهم ومناطِقَهم،


(١) أنساب الأشراف ٥/ ٢٧٣ - ٢٧٤.
(٢) تاريخ دمشق ٧/ ٣١٢ - ٣١٣ (خ)، وانظر التاريخ الكبير ٣/ ٥٠٣، وتاريخ خليفة ٢٢٤.