للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فدفعها إلى غِلمانه، وألبسهم جِباب الصُّوف، وكلَّفهم العملَ الصَّعب والسواني، وكانوا من أولاد الملوك، فاستعملهم يومًا في حائطٍ له، فقتلوه بالمَساحي، وطُلِبوا فقتلوا نفوسهم.

وهل قُتل قبل وفاة معاوية أو بعده؟ فيه قولان.

وذكر أبو الفرج الأصبهاني عن العُتبي قال: لما قُتل سعيد قالت أمُّه: أشتهي مَن يَرثيه بما في نفسي، فقال عبد الرحمن بن أرطاة بن سَيحان: [من مجزوء الكامل]

إن كنتِ باكيةً فتًى … فابكي هُبِلتِ على سعيدِ

فارقتَ أهلَك بغتةً … وجلبتَ حتفَك من بعيدِ

أذْرِي دموعَكِ والدِّماء … على الشّهيد ابنِ الشهيدِ

فقالت: هذا والله الذي كان في نفسي، ووصَلتْه (١).

وأما الوليد بن عثمان بن عفان فأمُّه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي، وهو أخو سعيد لأمّه وأبيه.

قال أبو اليقظان: كان صاحب شراب، قُتل أبوه عثمان وهو في حَجَلةٍ سكران، عليه المصبّغات من الأحمر والأصفر والأخضر، وقد خَلّق رأسَه ولحيتَه.

وذكره المدائني وقال: كان للوليد هذا ولدٌ اسمه عبد الله بن الوليد، يسبُّ علي بنَ أبي طالب، وأمُّه ابنةُ الزبير بن العوام، وهو الذي قام إلى هشام بن عبد الملك يومَ عَرَفة وقال له: لم لا تَسبُّ أبا تُراب؟! فزَبَره هشام وقال له: اسكت، ما أتَينا إلى ها هنا لهذا (٢).

وأما عبد الملك بن عثمان فمات في حياة أبيه وهو غلام.

وأما بناتُ عثمان بن عفان فسبع: مريم الكُبرى، وأمُّها أمُّ عمرو بنت جُندب الحمقاء، وأمُّ سعيد، وأمُّها فاطمة بنت الوليد، وعائشة وأمّ أبان وأمّ عمر، وأمُّهن رَمْلة بنت شَيبة بن ربيعة، ومريم الصُّغرى، وأمُّها نائلة بنت الفَرافِصَة، وأمُّ البَنين لأُمِّ وَلَد.


(١) الأغاني ٢/ ٢٥٣، وانظر نسب قريش ١١٠، وأنساب الأشراف ٥/ ٢٧٥.
(٢) المعارف ٢٠٢، وأنساب الأشراف ٥/ ٢٦٩ - ٢٧١.