وأصحابُه في خمسة آلاف، وهم بالأشواق إلى أن يَجدوا إلى قتالكم سبيلًا.
وقال علباء بن الهيثم: انصرفوا بنا عنهم، ودعوهم وارجعوا، وتعلَّقوا ببعض البلدان حتى يأتيكم فيه مَن تثقون به.
قال ابن السَّوداء: بئسَ ما رأيت، لو فعلتُم هذا تخطَّفكم الناس.
وقال عدي بن حاتم: إن لنا خيولًا وسلاحًا، فإن أقدمتُم أقدَمْنا، وإن أمسكتُم أحجمنا، فقال له ابن السوداء: أحسنت.
وقال ابن السوداء: الرأيُ عندي أنكم تُنشبون القتال، ولا تُفرّغوا عليًّا وطلحة والزبير للنظر، فإنهم لا يجدون بُدًّا من الامتناع، ويَشغلهم الله عنا بما يَكرهون، وإذًا تقاتلوا، فأنشِبوا القتال في السَّحَر، وتفرَّقوا على هذا والناسُ لا يَشعرون.
وأصبح أمير المؤمنين على ظَهْر، وسار حتى نزل بعَبْد القيس وهم أمام ذلك، ثم سار بالناس فنزل بإزاء القوم، فقال أبو الجَرْباء للزبير: الرأيُ أن تبعث إلى علي ألفَ فارس فيُبيتوه أو يُصبّحوه قبل أن يَتوافى أصحابُه، فقال: يا أبا الجَرْباء، لسنا نجهل أمرَ الحرب ولكنهم أهلُ دَعوتِنا، وقد فارقَنا وافدُهم على أمر، ونرجو أن يَتمَّ الصُّلح.
وقال صَبْرة بن شَيْمان: يا طلحة، الرأي في الحرب خيرٌ من الشّدّة، وأشار بمثل ما أشار أبو الجَرْباء، فقال طلحة: إنا وإياهم مسلمون، وإنه علي ومَن معه.
وقال كعب بن سور: ما تنتظرون؟ اقطعوا هذا العُنُق من هؤلاء، فقالوا يا كعب، هذا أمرٌ بيننا وبين إخواننا، وهذا أمر مُلتبس، ونحن نرجو الصُّلح، فإن أجابوا وإلا فآخر الداء الكي.
وقال سيف: وقام إلى علي أقوامٌ من أهل الكوفة يَسألونه عن إقدامهم على القوم، وفيهم الأعور بن بُنان المِنقري، فقال: يا أمير المؤمنين، علامَ عزمتَ؟ فقال: على الإصلاح وإطفاء النائرة، لعل الله يَجمع شملَ هذه الأمة، قال: فإن لم يُجيبوا؟ قال: تركناهم ما تركونا، قال: فإن لم يتركونا؟ قال: نَدفعُهم عن أنفسنا، قال: فهل لهم بمثل ما عليهم من هذا؟ قال: نعم.
قال: وقام إليه أبو سلامة الدّألاني فقال: أترى لهؤلاء القوم حجّة فيما طلبوا من