للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنين يوم صفين في اليوم الثاني الذي قُتل فيه عمار، وكان حُذيفة قد قال لهما: اخرجا مع أمير المؤمنين أينما كان وحيثما كان، فإنه على الحق وغيره، أو ومَن خالفه، على الباطل.

وكان لحذيفة أُختان لأبيه وأمه فاطمة وليلى، أخرج أحمد في "المسند" لفاطمة حديثًا واحدًا، وسنذكره.

أسند حذيفة عن النبي أحاديث، واختلفوا فيها؛ قال ابن البَرْقي: أسند سبعة وثلاثين حديثًا، وأخرج له أحمد نيفًا وسبعين حديثًا. وأخرج البخاري ومسلم بعضَ أحاديثه، والمتَّفق عليه منها اثني عشر، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بسبعة عشر (١).

وروى عن حُذيفة: عمر وعثمان وعلي، وابنُه أبو عبيدة بن حذيفة، وطارق بن شهاب، ورِبْعيّ بن حِراش، وأبو إدريس الخولاني، وأبو وائل، وابنُ حُبَيش وغيرُهم. وفي الصحابة مَن اسمه حُذيفة أربعةُ نَفَر: أحدُهم صاحب هذه الترجمة، والثاني حُذيفة بن أَسيد بن الأَغْوز، بغين وزاي معجمتين، ويقال: الأغوس بالسّين والغين معجمة في الموضعين، وكُنيته أبو سَريحة الغِفاري، والثالث حُذيفة بن عُبيد المرادي، والرابع حُذيفة البارِقي، وفيه وفي البارقي نظر (٢)، وليس فيهم من له رواية إلا حذيفة بن اليمان والغِفاري.

ومن مَسانيده -يعني مسانيد حذيفة- قال أحمد بإسناده، عن خالد اليشكري.

وقال البخاري بإسناده إلى بُسْر بن عُبيد الله الحَضْرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، أنه سمع حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشرِّ مَخافة أن يُدرِكَني، فقلتُ: يا رسول الله، إنا كنّا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم، وفيه دَخَن"، قلت: وما دَخَنُه؟ قال: "قومٌ يَهدون بغير هَدْيي"، قلتُ: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، مَن أجابهم قَذفوه فيها"، قلتُ: يا رسول الله، صِفهم لنا؟ قال: "هم


(١) تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٩٠.
(٢) تلقيح فهوم أهل الأثر ١٨٠.