للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عفان بسبع مئة ألف، فحملها إليه، فلما جاء بها قال: إن رجلًا تَبيتُ هذه عنده في بيته، لا يَدري ما يَطرُقه من الله لغَرير بالله، فبات ورُسُله تختلف بها في سِكَك المدينة، حتى أسحَر وما عنده منها درهم (١).

وروى أبو نُعيم، عن سُعدى بنت عوف امرأة طلحة بن عبيد الله قالت: لقد تصدق طلحة يومًا بمئة ألف، ثم حَبسه عن الرَّواحِ إلى المسجد أن جمعتُ له بين طَرَفَي ثوبِه (٢).

وقال الموفق : قال أمير المؤمنين [علي في خطبته: وإني مُنيتُ بأربعة: أدهى الناس عمرو بن العاص،] وأسخى الناس طلحة، [وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة] (٣).

ذكر مقتله:

واختلفوا فيه على قولين؛ أحدهما: أنه جاءه سَهْمٌ غَرْبٌ، فوقع في نَحْره فقال: وكان أمرُ الله قَدَرًا مَقدورًا.

والثاني: أن مروان بنَ الحكَم رماه بسهمٍ فقتله، فقال ابن سعد بإسناده عن عَوف قال: بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحةَ يوم الجمل؛ وهو واقف إلى جنب عائشة بسَهْم، فأصاب ساقَه، ثم قال مروان: والله لا أطلُبُ قاتلَ عثمان بعدك أبدًا، فقال طلحة لمولى له: أبغِني مكانًا أموتُ فيه، قال: لا أقدِرُ عليه، قال: هذا والله سهمٌ أرسله الله، اللهمَّ خُذْ لعثمان مني حتى تَرضى، ثم وُسِّد حجرًا فمات.

وفي رواية ابن سعد أيضًا: أن طلحة قال يوم الجمل: إنّا داهَنّا في أمر عثمان، فلا نَجدُ اليوم شيئًا أمْثلَ من أن نَبذُلَ دماءنا فيه، اللهمَّ خُذ لعثمان مني اليوم حتى تَرضى.

وقال ابن سعد بإسناده عن نافع قال: كان مروان مع طلحة في الخيل، فرأى فُرجةً في دِرع طلحة، فرماه بسهمٍ فقتله.


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠١ - ٢٠٢.
(٢) حلية الأولياء ١/ ٨٨.
(٣) التبيين ٣٢٢، وتقدم في الصفحة ١٤٠ دون ذكر عمرو بن العاص.