للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومًا: والله لأن أكون أعلمُ أنها فتنة لها انقضاء؛ أحبُّ إليَّ من أن يكونَ لي كذا وكذا، فأعظم الخَطَر.

فقال رجلٌ من القوم: يا أبا محمد، ما الذي تَرهب؟ قال: أرهَبُ الهَرْجَ، قال: وما الهَرْجُ؟ قال: الذي كان أصحابُ رسول الله يُحدِّثون أنه القَتلُ بين يدي الساعة، لا يَستقرُّ الناسُ على إمام حتى تقوم الساعة عليهم وهم كذلك، وَايم الله، لئن كان هذا لوَدِدتُ أني على رأس جبلٍ؛ لا أسمعُ لكم صوتًا، ولا أرى لكم داعيًا، حتى يأتيني داعي الله تعالى.

ثم قال: يَرحم الله أبا عبد الرحمن، يعني عبد الله بن عمر، والله إني لأحسبه على عهد رسول الله الذي عهده إليه، لم يُفتَن بعده ولم يَتغيَّر.

قال: فقلت في نفسي: إن هذا ليُزري على أبيه في مقتله.

قال ابن سعد: مات موسى بن طلحة بالكوفة، سنة ثلاث أو أربع ومئة، وصلّى عليه الصَّقْر بن عبد الله المزني، وكان عاملًا لعمر بن هُبيرة على الكوفة، قال: وكان ثقةً من أهل الدين، كثير الحديث (١).

أسند موسى بن طلحة عن أبيه، وعثمان، والزبير، وأبي أيوب، وزيد بن خارجة، وأبي ذر، وحكيم بن [حِزام، وروى عنه أبو إسحاق] السَّبيعي، وسِماك بن حَرْب وغيرُهم.

قال هشام: ووَفَد على الوليد بن عبد الملك بن مروان، فقال له: ما دخلتَ عليَّ إلا هَممتُ بقتلك، لولا أن أبي أخبرني أن مَروان قتل طلحة (٢).

ذكر ولده: قال ابن سعد: كان لموسى بن طلحة من الولد: عيسى، ومحمد، وإبراهيم، وعائشة، وقَريبة، وأُمُّهم أم حكيم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وعِمران بن موسى، وأمه أم وَلد، يقال لها: جَيداء (٣).

وقال الشيخ الموفق : كان عبد الملك بن مروان قد وَلّى محمد بن موسى


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ١٦١، ١٦٢ و ٨/ ٣٣١.
(٢) تاريخ دمشق ١٧/ ٢٧٣ (مخطوط).
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ١٦٠.