للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمنين أنشدك (١) الله أن تغيِّر اسمي، فوالله ما سمّاني محمدًا إلّا محمد رسول الله ، فقال عمر: لا سبيل إلى تغيير شيء سماه محمد .

وليس لمحمد بن طلحة في "المسند" غير هذا الحديث. وأخرج له الموفق في "الأنساب" حديثًا مرسلًا في صفة السَّحاب (٢).

وذكره الموفق وأثنى عليه فقال: كان محمد السجَّاد عابدًا صالحًا بارًّا بأبيه، ولد على حياة رسول الله ، فأتى به أبوه رسول الله ، فحنّكه وسمّاه باسمه وكنّاه بكنيته، وحضر يوم الجمل مع أبيه وكانت معه رايته، قال: وكان فيما ذُكر مُكرهًا؛ أكرهه أبوه على الخروج معه، وكان أمير المؤمنين قد نهى عن قتله وقال: إيّاكم وصاحب البُرْنُس، فإنه خرج مُكرهًا.

واختلفوا في كيفية قتله فقال الموفّق: أمره أبوه بالقتال فتقدّم، فنَثَل دِرعَه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلّما حمل عليه رجلٌ يقول: نشدتك بحم، فينصرف عنه، حتَّى جاء المُكَعْبِر الأسَديّ فطعنه، ولم يكن عليه درع، فقتله وقال: [من الطويل]

وأشعثَ قَوَّامٍ بآيات ربِّه … قليلِ الأذى فيما ترى العينُ مُسلمِ

هتكتُ له بالرُّمح جَيبَ قميصه … فخرَّ صريعًا لليدين وللفمِ

على غير شيء أنه ليس بائعًا (٣) … عليًّا ومن لم يتبعِ الحقَّ يَظلمِ

يُذكِّرني حَم والرُّمحُ شاجِرٌ … فهلّا تلا حاميم قبل التَّقدُّمِ

وذكر ابن سعد الأبيات لعِصام بن المُقْشَعِرّ (٤)، وهو الَّذي قتل محمدًا، وحكاه ابن سعد.

وحكى سيف عن أشياخه قالوا: أخذ محمد بن طلحة بزِمام الجمل، فقالت عائشة:


(١) في (خ): نشدتك، والخبر في طبقات ابن سعد ٧/ ٥٨، ومسند أحمد (١٧٨٩٦).
(٢) التبيين ٣٢٢ - ٣٢٣.
(٣) رواية الشطر في المصادر: على غير شيء غير أن ليس تابعًا، انظر طبقات ابن سعد ٧/ ٥٩، ونسب قريش ٢٨١، والمعارف ٢٣١، والطبري ٤/ ٥٢٦، وأنساب الأشراف ٨/ ٢٣٠، والاستيعاب (٢٢٦٢)، والتبيين ٣٢٤.
(٤) ذكر ابن سعد الخلاف في قاتل محمد بن طلحة وقائل الأبيات، ولم يصرح أنَّه عصام.