للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخو الحربِ إن عَضَّت به الحربُ عَضَّها … وإن شَمَّرت عن ساقها الحربُ شَمَّرا

كلَيثِ عَرِين بات يحمي عَرينَه … رَمَتْه المنايا قَصْدَها فَتَقَطَّرا

قالا: ونادى علي معاوية: ابرُز إليّ يا ابنَ هند حتَّى نُريحَ الناس، فقال معاوية لعمرو: ما ترى؟ قال: قد أنصفك الرجل، فابرز إليه، فقال معاوية: أتخدعُني عن نفسي، ثم قال: [من الكامل]

ما للملوك وللبِراز وإنما … حَظُّ المبارِزِ خَطْفَةٌ من بازِ

ثم هجر معاويةُ عمرًا أيامًا.

وقال أبو مَعْشَر: قال عمرو: أنا خارجٌ إلى علي غدًا، فبرز من الغد ونادى: يا أبا الحسن، اخرج إليّ فأنا عمرو بن العاص، فانتضى أمير المؤمنين سيفه، وحمل عليه، فلما أراد أن يَغشاه رمى بنفسه عن فرسه، ورفع إحدى رجلَيه فبدت عورته، فصرف أمير المؤمنين وجهه عنه وتركه، فانصرف عمرو إلى معاوية فقال له: يا عمرو، أحمد الله وسواد استِك.

قال: وخرج عبيد الله بن عمر في بعض أيام صفّين فقال: أنا الطيّب بن الطيّب، فناداه عمار: يا ملعون، بل أنت الخبيث بن الطيّب.

قال ابن إسحاق: وكان أهل العراق وأهل الشام أيام صفين إذا انصرفوا من الحرب يدخل كلّ فريق منهم في الفريق الآخر، فلا يتعرَّض أحد لصاحبه، يستخرجون قتلاهم فيدفنونهم ناحية عن المعركة.

وروى أبو مخنف، عن الأعمش، عن أشياخه قالوا: شاع خبر أمير المؤمنين في تلك الأيام أنَّه يقصد أهل الشام فيقاتلهم حتَّى يحكم الله بينه وبينهم، ففزع أهل الشام خوفًا على الفريقين من البوار، وبلغ معاوية فصفّ الصفوف، فصفّ أهلَ الشام على ترتيبهم، وارتجز عمرو بن العاص بين يدي الصفوف فقال:

يا أيها الجيشُ الصَّليبُ الإيمانْ

قوموا قيامًا فاستغيثوا الرحمانْ