للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين، وشهد بدرًا وأُحدًا والمشاهدَ كلّها مع رسول الله .

قال ابن سعد: سُبي فبيع بمكة، فاشترتْه أمِّ أَنْمار، وهي أمُّ سِباع بن عُرْفُطَة الخُزَاعيّ (١)، وكانوا حُلَفاء عوف بن عَبد عوف بن زُهْرة، وكانت أمُّ أنمار خَتَّانةً بمكّة، وهي التي قال حمزة بن عبد المُطَّلب يوم أُحد لابنها سِباع: يا ابنَ مُقَطَّعَةِ البُظور، وقد ذكرناه (٢)، فانضمَّ خباب إلى [آل] سِباع بهذا السبب. ويُقال: سِباع بن عبد العُزَّى (٣).

وقال البَلاذُريّ: كان الأَرَتّ أبو خَبّاب سَوَادِيًّا، فأغار قومٌ من ربيعة على النَّاحية التي هو فيها فسَبَوْه، وأتَوا به الحِجازَ فباعوه، فوقع إلى سِباع، فوَهَبه لأُمِّ أَنْمار فأعتَقَتْه.

وزعم أبو اليَقظان البَصْري أن خَبَّابًا كان أخا سِباع لأُمّه.

ويُقال: إن الأرتَّ من أهل كَسْكَر.

وقال الواقدي: كان قَيْنًا، وكان يُكنى أبا عبد رَبّه (٤).

وحكى ابن سعد عن الواقدي: أن خَبَّابًا أسلم قبل دخول رسول الله دارَ الأَرْقَم، فكان خامسًا أو سادسًا في الإسلام، أسلم بعد خمسةٍ أو ستَّةٍ، وكان يفتخر بذلك، وهو من المستَضْعَفين الذين كانوا يُعَذَّبون بمكة في الله، ولم يرجع عن دينه.

قال الواقدي: آخى رسول الله بين خَبَّاب وبين جَبْر (٥) بن عَتيك، وخبَّاب هو الَّذي دخل عمر على أُخته فاطمة وهو يُقرئها القرآن، وقد ذكرناه عند إسلام عمر (٦).

وقال ابن سعد بإسناده عن الشَّعبيِّ قال: دخل خَبَّاب بن الأَرَتّ على عمر بن


(١) كذا، وهو خطأ، صوابه أم سباع بن عبد العزى الخزاعي، انظر طبقات ابن سعد ٣/ ١٥١ و ٨/ ١٣٦، والمعارف ٣١٦، وأنساب الأشراف ١/ ١٩٩، والاستيعاب (٦٥٦)، والمنتظم ٥/ ١٣٨.
وأما سباع بن عرفطة؛ فهو صحابي، انظر طبقات ابن سعد ٥/ ١٠٨.
(٢) في قسم السيرة.
(٣) انظر التعليق ما قبل السابق.
(٤) أنساب الأشراف ١/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٥) في (خ) و (ع): جبير، وهو خطأ.
(٦) سلف في قسم السيرة.