للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى ابن عساكر: أن عُبيد الله سبّ المقداد بن الأسود، فأراد عمر أن يقطع لسانه، وقال: لئلّا يَجترئ أحدٌ بعده على أصحاب رسول الله ، فسألوه فيه فتركه (١).

وقد ذكرنا عبيد الله في قَتْلِ الهُرْمُزان وجُفَيْنَة وبنت أبي لُؤلؤة، وأن عثمان أراد قتلَه، ثم وَدَى عثمان الهرمزان. وأقام عبيد الله بالمدينة وعلي يَتهدَّدُه، فلما قُتل عثمان هرب عُبيد الله إلى معاوية فجعله على أَعِنَّةِ الخيل، فقُتل معه بصفِّين.

وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، فيمن وُلد على عهد رسول الله (٢).

وقال الواقدي: التقى عمار بعُبيد الله يوم صفّين، فقال عبيد الله: أنا الطيِّبُ بن الطيب، فقال عمار: كذَبْتَ، بل أنت الخبيث بن الطيب.

قال: وبلغنا أن عبيد الله قطع أُذُن عمار يؤمئذ، قال: والثَّبْتُ عندنا أن أُذُن عمار قُطعت يوم اليمامة (٣).

قال: وأقرع معاوية بين الناس بصفين، فخرج سَمهْمُ عبيد الله بن عمر على ربيعة، فبرز إليها، وأحضر امرأتَيه للقتال لينظرا إلى قتاله، وكان عنده أسماء بنت عُطارد بن حاجب بن زُرارة التميمي، وبَحريّة بنت هانئ بن قَبِيصَةَ الشَّيباني، ودفع إليه معاوية الكَتيبة الشَّهباء، وكانت أشدَّ العَسكر، فيها اثنا عشر ألفًا، فقال له بعض مواليه: إنما يُقَدِّمُك معاوية إلى الموت، لأنك قد ثَقُلْتَ عليه، فإن قُتلتَ استراح منك، وإن ظَفِرتَ كان الصِّيتُ له.

وقالت له بَحريّة: قد فشا ذِكرُك في الناس، وقد حسدك معاوية، وهذا أمر قد أبرَمَه هو وعمرو بن العاص، وهذه الكتيبة مثل التابوت، ما تَقَدَّمَها أحدٌ فرجع.

فلم يلتَفِتْ إليها، وتقدَّم إلى ربيعة وعليها يومئذ زياد بن خَصَفة التَّميمي، فشَدَّت ربيعة على الكتيبة الشهباء، فأنكت فيها فانهزمت، وقتلوا عبيد الله، وضُرب فُسطاط زياد بن


= وأوضح مما هنا.
(١) تاريخ دمشق ٤٤/ ٣٤٨ - ٣٤٩.
(٢) طبقات ابن سعد ٧/ ١٧.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٢٣.