للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفاسقين ضَرْبًا يرتاب منه المُبْطِلون، والله ما يطلبوا دم عثمان إلا لصيروا جَبابرةً ومُلوكًا، ولولا ذلك لما تَبعهم اثْنان.

ثم دنا من عمرو بن العاص وقال: ويلك يا عمرو، بِدْتَ في ينك بمِصر، تبًّا لك، وصاح بعبيد الله بن عمر: ويحك يا فاسق، بعتَ دِينك من عدوِّ الله وابنِ عدوِّه بالدُّنيا (١).

وحكى ابن سعد (٢) عن الواقدي، عن أشياخه قالوا: قال عمار: اللهمَّ لو أعلم أنَّه أرضى لك عني أن أُوقدَ نارًا عظيمة فأقَعَ فيها، أو أُغرِق نَفْسي في الماء لفعلت، وإني لا أقاتل هؤلاء إلا أُريد وَجهك، وأنا أرجو أن لا تُخَيِّبَني، ويده ترتعش على الحَرْبة.

واختلفوا في قاتله على أقوال:

أحدها: أنَّه أبو الغادية، واسمُه يَسار بن سبع المُرِّي من بني مُرَّة.

وذكره ابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة، وذكره البُخاري وابن أبي حاتم فيمن نزل بواسط من الصحابة (٣).

وذكره جدّي في "التَّلقيح" (٤) فيمن له صُحبة ورواية، وقال: يسار بن سبع -وقيل: ابن سُبيع- قاتِل عمار، وكُنيته أبو الغادِية.

وذكره أبو القاسم بن عساكر في "تاريخه" وقال. قد اختلفوا في صحبته، وكانت له دارٌ بدمشق بسوق الطَّير، وشهد الجابية مع عمر .

وقال: بايعتُ رسول الله ، وخطبنا يوم العَقَبة فقال: "إن دماءكم وأموالكم حرام … " الحديث.

قال: وكنا نعدُّ عمارًا حَنانًا فينا، فوالله إني لبمسجد قُباء إذ سمعته يَقع في عثمان فقلت: لئن أمكنني الله منك لاقتُلَنّك، فلما كان يوم صفّين حملتُ عليه، فطَعَنْتُه في رُكبته فقتلتُه (٥).


(١) تاريخ الطبري ٥/ ٣٨ - ٣٩.
(٢) في الطبقات ٣/ ٢٣٨.
(٣) التاريخ الكبير ٨/ ٤٢٠، والجرح والتعديل ٩/ ٣٠٦. ولم أقف عليه في طبقات ابن سعد.
(٤) ص ٣٦٩.
(٥) لم أقف عليه في تاريخ دمشق، وأخرجه ابن سعد ٣/ ٢٤٠ - ٢٤١، وأحمد (١٦٦٩٨)، وابن عساكر =