وقد أشرنا إلى طَرفٍ من أخبارها في ترجمة جعفر بن أبي طالب، وكانت تخدم فاطمة ﵍ إلى أن تُوفّيت فاطمة، وقد ذكرناها، وأسماء أخت ميمونة زوجةِ النبي ﷺ، وأمِّ الفضل لأمها، وكانت وفاة أسماء في هذه السنة، بعد مقتل ابنها محمد ابن أبي بكر، وقيل: قبله.
ذكر طرف من أخبارها:
قال ابن سعد بإسناده عن الشعبي، وأسنده أبو حمزة قالا: لما قدمت أسماء بنت عُمَيس من أرض الحبشة قال لها عمر: يا حَبشيّة، سبقناكم بالهجرة، فقالت: إي لعَمْري لقد صدقت، كنتم مع رسول الله ﷺ يُطعم جائعَكم، ويُعَلِّم جاهلَكم، وكنا البُعداء الطُرَداء، أما والله لآتينّ رسول الله ﷺ فلأذكرنّ له ذلك، فأتت رسول الله ﷺ فذكرت له ذلك، فقال:"للناس هجرة، ولكم هجرتان".
وفي رواية ابن سعد عنها أنها قالت: يا رسول الله، إن رجالًا يَفخرون علينا، ويَزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأوَّلين، فقال رسول الله ﷺ:"لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مُرْهَنون بمكة، ثم هاجرتم بعد ذلك".
وفي رواية ابن سعد: أن رسول الله ﷺ قال: "كذب مَن يقول ذلك، لكم الهجرة مرَّتين: مرة إلى النجاشي، ومرة إلي"(١).
وقد ذكرنا أن أسماء أشارت بالنَّعْش لما توفيت فاطمة ﵍ وقالت: كانوا يصنعونه بالحبشة.
وقد ذكرنا أن النبي ﷺ لما استشهد جعفر أتى إلى بيت أسماء، وعزَّاها في جعفر وقال:"اصنعوا لآل جعفر طعامًا" الحديث.
وروى ابن سعد، عن عبد الله بن نُمَير، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيّب أن أسماء نَفِست بمحمد بن أبي بكر الصديق ﵁ بذي الحُلَيفة، وهم يريدون حجَّة الوداع، وأن أبا بكر أمرها أن تغتسل ثم تُهلّ بالحج.