للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عوف قال: قلتُ لصهيب: اتَّق الله ولا تَدَّعِ إلى غير أبيك. فقال صُهيب: ما يَسُرُّني أن لي كذا وكذا وأني فعَلتُ ذلك، ولكن سُوقتُ وأنا صبيّ (١).

قلت: ولم أجد هذا اللفظ في مسند عبد الرحمن بن عوف.

وكنية صُهيب: أبو يحيى، كَناه به رسول الله .

قال ابن سعد بإسناده عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن حمزة بن صُهَيب، عن أبيه: أنَّه كان يُكنى أبا يحيى ويقول إنه من العرب، ويُطعم الكثير، فقال له عمر بن الخطاب: يا صُهيب، ما لك تُكنى أبا يحيى وليس لك ولد؟ وتقول إنك من العرب وأنت رجل من الروم؟ وتُطعم الطعام الكثير وذلك سَرَفٌ في المال؟

فقال صهيب: إن رسول الله كناني أبا يحيى، وأما قولك في النسب وادّعائي إلى العرب فإني رجل من النَّمِر بن قاسط، من أهل الموصل، ولكن سُبِيت، سبَتْني الرُّوم غلامًا صغيرًا بَعد أن عَقَلْتُ أهلي وقومي، وعرفت نَسَبي، وأما قولك في الطعام وإسرافي فيه؛ فإن رسول الله كان يقول: "إن خِيارَكم مَن أطعم الطعام، ورَدَّ السلام"، فذلك الَّذي يَحملُني على أن أُطِعم الطعام (٢).

وفي رواية: وكناني رسول الله أبا يحيى قبل أن يُولد لي.

ذكر صفته:

قال ابن سعد: كان رجلًا أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، وكان كثيرَ شَعر الرَّأس، وكان يَخضب بالحِنَّاء (٣).

وقال هشام: سُمِّي صهيبًا لأنه كان أصْهَبَ اللون، وقد ذكرنا أنَّه أسلم مع عمار بن ياسر.

ذكر بعض مناقبه:

قال علماء السير: صُهيب من الطبقة الأولى من المهاجرين، وكان من المُسْتَضْعَفِين الذين يُعَذَّبون بمكة في الله تعالى، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله


(١) الجمع بين الصحيحين ١/ ١٧٧، والحديث في البخاري (٢٢١٩).
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٨.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٧.